مستغلاً تراجع أداء مواطنه لاعب ريال مدريد الإسباني مارسيلو، بدأ الظهير الأيسر الشاب رينان لودي بتعبيد طريقه إلى تشكلية المنتخب البرازيلي خلال تصفيات مونديال 2022 في قطر، إذ أن تماهيه مع نيمار يصنع العجائب في فريق يعتمد بقوة على الجهة اليسرى.
وفي الثانية والعشرين من عمره فقط، تمكن المدافع الذي وصل بداية الموسم الماضي إلى أتلتيكو مدريد الإسباني، من التأقلم سريعاً مع كرة القدم الأوروبية والانضباط التكتيكي الذي فرضه مدربه الأرجنتيني دييغو سيميوني.
وبعد استقدامه من الـ”كولشونيرو” لتعويض رحيل مواطنه فيليبي لويس والفرنسي لوكا هيرنانديز، يبدو لودي مندمجاً بشكل مثالي ضمن أفضل خط دفاع في الدوري الإسباني.
ولم يحتج البرازيلي الشاب الذي نشأ في أتلتيكو باراناينسي لأكثر من خمس مباريات دولية فقط، بدأ أساسياً في ثلاث منها، ليثبت جدارته في الجهة اليسرى لمنتخب السيليساو.
قدم لودي الشهر الماضي أداء عالي المستوى خلال الجولتين الأولين من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022، حين فازت البرازيل 5-0 ضد بوليفيا، و4-2 أمام البيرو.
في مواجهة بوليفيا، أظهر لودي مستواه الرفيع في الهدف الثاني، عندما تبادل مع نيمار ولعب كرة عرضية متقنة إلى فيرمينو الذي ما كان عليه إلا دفعها إلى الشباك.
ويستغل لودي، الذي يلعب بحرية أكبر هجومياً مع المنتخب على عكس مركزه في أتلتيكو، الإمكانيات الدفاعية لدوغلاس لويز في خط الوسط، من أجل تأمين الممر الأيسر بشكل أفضل. وبالتالي، يؤدي لودي دور الجناح معظم الوقت، ما يعطي نيمار حرية أكبر في التمركز.
وإلى جهة اليمين، يتمتع دانيلو بسمات دفاعية أكبر بكثير من المخضرم دانيال ألفيس، الذي غاب اسمه في الاستدعائين الأخيرين رغم أنه لا يزال يحلم بلعب نهائيات كأس العالم للمرة الثالثة بعمر الـ39.
لن يتمكن نيمار من اللعب ضد فنزويلا الجمعة، بسبب إصابته، كما أن مشاركته في مواجهة أوروغواي الثلاثاء لا تزال غير مؤكدة. وزاد الطين بلّة أيضاً إصابة فيليبي كوتينيو بديل نيمار في المركز نفسه.
وقال تيتي في مؤتمر صحافي مؤخراً إن لودي “لعب في مركز متقدم جداً أمام بوليفيا، وسّع طريقة اللعب وخلق مساحات لنيمار وكوتينيو أو فيرمينو في المحور. لكن كل مباراة مختلفة، ويمكنه اللعب بشكل متأخر على غرار أتلتيكو”.
وأوضح المعلق الرياضي في شبكة “إي أس بي أن-البرازيل” غوستافو هوفمان لوكالة فرانس برس أن “رينان لودي يصنع الفارق بفضل أسلوبه، فهو يتمتع بجودة عالية في التعامل مع الكرة”.
قبل شهر قال لودي في مؤتمر صحافي: “لقد تعلمت الكثير من الأشياء مع سيميوني، خصوصاً لجهة قراءة اللعبة بشكل أفضل”.
وجود لودي هبة سماوية لتيتي، الذي يرى أن بروزه يأتي في أفضل توقيت، مع تراجع مستوى مارسيلو (32 عاماً) منذ أسابيع، وفشل أليكس ساندرو في إثبات نفسه كبديل على قدر المهمة.
اللاعب الوحيد الذي يمكن أن يطغى عليه، هو أليكس تيليس (27 عاماً)، الذي انتقل للتو إلى مانشستر يونايتد الإنكليزي من بورتو البرتغالي، واستدعي للمباراتين المقبلتين.
قال هوفمان إن لودي “ليس أحد ركائز سيليساو الثابتة، على غرار نيمار أو أليسون، لكن من الواضح أنه اليوم أفضل لاعب برازيلي في مركزه”.
يعرف لودي أن لديه إرثاً ثقيلاً ليحمله، مع وجوده في مركز شغله سابقاً لاعبون كبار كروبيرتو كارلوس أو مارسيلو.
لكنه بدا أنه يعرف طريقه حين قال “أحاول أن أحذو حذوهم وأن أصوغ طريقي بنفسي. أعلم أن هناك الكثير من الضغط في المنتخب وأنك بحاجة إلى شخصية، وألا تخاف شيئاً”.