من المتوقع، أن تكون مباراة الجمعة في نهائي الدوري الأوروبي “يوروبا ليغ” بين إنتر ميلان وإشبيلية، تحت عنوان رد الاعتبار لمدربي الفريقين.
حط كونتي الرحال في الدوري الإنجليزي الممتاز للإشراف على تشيلسي في صيف 2016، وحقق بداية رائعة بقيادة النادي اللندني إلى لقب “بريميرليغ” في موسمه الأول معه، ثم إلى الكأس في الموسم التالي، لكن ذلك لم يكن كافياً بالنسبة لمالك النادي الروسي رومان أبراموفيتش، فقرر إقالة الإيطالي من منصبه في تموز/ يوليو 2018.
بقي لاعب الوسط السابق من دون وظيفة حتى أيار/ مايو 2019، حين قرر إنتر ميلان التعاقد معه على أمل إعادته إلى منصة التتويج المحلي والقاري.
لكن كونتي اصطدم بتمرس فريقه السابق يوفنتوس الذي توج بطلاً للدوري للموسم التاسع توالياً على الرغم من نتائجه المتأرجحة، فيما اكتفى إنتر بالوصافة لكن بفارق نقطة عن “السيدة العجوز”.
وتشكل مباراة الجمعة في ألمانيا حيث استكملت المسابقة منذ الدور ربع النهائي بنظام خروج المغلوب من مباراة واحدة بسبب تداعيات فيروس كورونا، فرصة لابن الـ51 عاماً من أجل رد الاعتبار ومنح إنتر شرف أن يكون أول فريق إيطالي يحرز لقباً قارياً منذ 2010 حين توج “نيراتسوري” بالذات بلقب دوري الأبطال.
وقيادة إنتر الى اللقب الأول في المسابقة منذ عام 1998 (كانت المسابقة تحت مسمى كأس الاتحاد الأوروبي) والرابع في تاريخه، سيعزز وضع كونتي أمام إدارة النادي التي اتهمها بعد المباراة الأخيرة للفريق في الدوري بأنها “لم تحم يوما” اللاعبين أو هو شخصياً.
ووجه مدرب إنتر سهامه إلى الإدارة الصينية للنادي بالقول “لا أعتقد أن هناك تقديراً بالعمل الذي يقوم به اللاعبون ولا أعتقد أن هناك تقديراً للعمل الذي أقوم به، لم نحظ بأي حماية من النادي، لا شيء على الإطلاق”.
إذا كان كونتي يبحث عن لقبه القاري الأول بعد أن عرف طعم المجد المحلي إن كان مع يوفنتوس أو تشيلسي، فإن منافسه في مباراة الجمعة لوبيتيغي لم يفز حتى الآن بأي لقب على الإطلاق على رغم مروره بالعملاق البرتغالي بورتو (2014-2016)، المنتخب الإسباني (2016-2018) وعملاق العاصمة الإسبانية ريال مدريد (2018).
تجاربه التدريبية السابقة لا تدعو إلى التفاؤل، إذ مني بورتو تحت قيادته بأسوأ هزيمة له على الصعيد القاري بخسارته في ربع نهائي دوري الأبطال 1-6 أمام بايرن ميونيخ الألماني، وذلك في موسمه الأول مع الفريق الذي وجد نفسه أمام ضرورة التخلي عنه في منتصف الموسم التالي بعد الخروج من كأس الرابطة ودور المجموعات لدوري الأبطال والتراجع الى المركز الثالث في الدوري خلال الأيام الأولى من عام 2016.
في تموز/يوليو 2016، وبعد أن ارتبط اسمه باستلام تدريب ولفرهامبتون الإنكليزي، قرر الاتحاد الإسباني الاستعانة بلوبيتيغي للإشراف على المنتخب الوطني خلفاً لفيسنتي دل بوسكي.
وبوجود مجموعة قليلة من النجوم الذين قادوا إسبانيا إلى لقبي مونديال 2010 وكأس أوروبا 2012، نجح الحارس السابق في قيادة المنتخب إلى نهائيات مونديال روسيا 2018 .
لكن ابن الـ53 عاماً تلقى صفعة لا تنسى بالتأكيد عندما قرر الاتحاد التخلي عنه قبيل انطلاق النهائيات في روسيا، وذلك نتيجة الإعلان عن تعاقده مع ريال مدريد بعقد لثلاثة أعوام يبدأها بعد انتهاء مشوار المنتخب في المونديال الروسي.
دفع لوبيتيغي غالياً ثمن ذلك، إذ لم يفقد وحسب فرصة قيادة إسبانيا في المونديال وأقيل من منصبه وهو متواجد مع المنتخب في روسيا، بل أن مغامرته في ريال مدريد لم تدم سوى أشهر معدودة.
بقي من دون وظيفة حتى صيف 2019 حين قرر إشبيلية الاستعانة به بعقد لثلاثة أعوام، ويبدو أنه تمكن أخيراً من تنفس الصعداء بقيادته النادي الأندلسي للمشاركة في دوري الأبطال الموسم المقبل من خلال نيل المركز الرابع في الدوري، وها هو على بعد خطوة واحدة من الفوز بلقبه الأول كمدرب، معولاً على حنكة فريقه في هذه المسابقة القارية التي يحمل رقمها القياسي من حيث عدد الألقاب (خمسة).
ويشدد لوبيتيغي في مقابلة نشرها الثلاثاء موقع الاتحاد الأوروبي على أن “لا جدوى من النظر إلى الوراء، الواقع هنا والآن، لا أعرف حتى الآن أي ذكرى ستبقى معي من هذا الموسم الأول لي في إشبيلية”.