في خمسينيات وستينيات القرن المنصرم شهدت كرة القدم العدنية ميلاد وبروز الكثير من نجوم وعمالقة كرة القدم على مستوى الأندية وعلى مستوى المنتخبات وخلال تلك الحقبة التي تولت فيها الجمعية الرياضية إدارة الشؤون الكروية في المحافظة تميزت ملاعب عدن باحتضانها لعديد المباريات الدولية الودية لأشهر الفرق الرياضية العربية مثل الاسماعيلي المصري- المورده السوداني – هورسيد الصومالي وكذا بعض المنتخبات كالمنتخب العراقي وقد أسهمت تلكم المواجهات الكروية في الارتقاء بمستوى الأداء لعديد النجوم الذين كانوا يمتلكون في الأساس جملة من المهارات والقدرات الفنية الهائلة يوم أن كان عدد الأندية في محافظة عدن يتجاوز الـ60 نادياً. وتواصلاً للغوص والابحار وكذا البحث والتنقيب عن إبداعاتهم الخالدة، دعونا نتوقف معاً لنسلط بعض الأضواء على واحد من أبرز نجوم وعمالقة تلك الحقبة الذهبية ..
إنه النجم الأسطوري العملاق عبدالجليل عبدالقادر مرشد الرعدي الذي يعد واحدا من ألمع النجوم في ذلكم العصر الذهبي والذي كانت له عديد الاسهامات والبصمات الجلية والمبهرة مع ناديه شباب التواهي الذي كان يضم كوكبة متألقة من ألمع نجوم كرة القدم الأفذاذ وهم على سبيل المثال فقط سالم زغير – جعفرين – بوجي خان – سليمان طربوش – المنصوري – نجيب راجح – عباد أحمد، إضافة إلى أولئكم العمالقة في أندية كل من كريتر – الشيخ عثمان – المعلا ومحافظة لحج مثل نصر شاذلي – طرموم – سعيد عذب – ثابت زعيل – عباس غلام – إبراهيم صعيدي – الشيباني – الحاسر – الكبيد – شوكرة الملقب بيلبه – صالح عمر – علي سعيد سالم – حميد بكيلي – المسرج – العريجة – الأوبلي – حسين نعمان – جواد محسن – عمر عوذلي – محمود عراسي – ناصر يافعي – معتوق خوباني “بوشكاش” عبدالجبار عوض – عبدالله خوباني – أحمد محسن -الأستاذ توفيق – عمر محسن وهو شقيق النجم الراحل جواد محسن .
إذن نجمنا الأسبق الأسطوري والعملاق عبدالجليل الرعدي لم يكن فقط نجما في ناديه شباب التواهي بل كان من أهم وأبرز النجوم على مستوى أندية مدينة عدن كافة ولم تنحصر نجوميته على مستوى الملاعب المستطيلة فحسب كواحد من ألمع النجوم الذين تميزوا بقدراتهم الفنية والذهنية والبدنية بل كان بالإضافة إلى ذلك كله يتمتع بكثير من المهارات القيادية الفاعلة داخل الملعب والناجمة عن رؤيته الثاقبة والعميقة لقدرات المنافسين الذين كان يتعامل معهم وفق المعطيات الخاصة بكل مواجهة وقد اكسبته تلك المزايا القيادية النادرة والفريدة حباً جارفاً في أوساط الزملاء والأقران والمناصرين لناديه العريق شباب التواهي والذي تشرف على ضوئها وعلى ضوء المزايا الإنسانية النبيلة التي كان يتمتع بها من الوصول إلى رئاسة ناديه شباب التواهي على مدى سنوات كانت حافلة بكل أشكال التميز والنجاح وهو النجاح الذي لازمه حتى اليوم في المجالات الاستثمارية الوطنية والاجتماعية والخيرية والرعدي عبدالجليل بن عبدالقادر مرشد هو بإيجاز شديد عنوان بارز للنبل والإنسانية والوفاء بل هو وطن في كتاب وكتاب في وطن .. أما مسيرته الرياضية الحافلة بكل صنوف الإبداع والتميز فهي بإيجاز شديد كما يلي:
كانت بداياته الأولى أواخر الخمسينيات كمدافع فذ في صفوف الاشبال ونظراً لقدراته الدفاعية المدهشة صعد سريعاً إلى الفريق الأول والذي كان معظم نجومه الأساسيين من اللاعبين الهنود مثل حبيب خان – محمود علي خان – رشيد خان – بوجي خان – توفيق خان- حسن عيسى علي – علي أحمد عمراوي – جعفرين – إضافة إلى الرعدي وسليمان طربوش الوحيدين في التشكيلة الهندية وخلال تلك الفترة التي تألق فيها نجمنا الكروي الأسبق عبدالجليل الرعدي، كمدافع لا يشق له غبار أمام أندية الشباب الرياضي والواي والجزيرة المرصعة بأفضل النجوم كان الرعدي الجميل واحدا من المدافعين الأفذاذ الذين يشار إليهم بالبنان لتستمر عطاءاته المتميزة حتى العام 70م بعد أن تعززت صفوف فريقه بأبرز النجوم مثل الراحل علي محسن مريسي والشاعر الكبير أحمد الجابري، وخلال رئاسته لنادي شباب التواهي على مدى خمسة أعوام امتدت عطاءاته على أوسع نطاق خدمة لرياضة عدن بأكملها وأهم تلك العطاءات دعوته للمؤتمر الرياضي الأول في المحافظة إضافة إلى وقوفه الفاعل مع النجم الراحل علي محسن قبل سفره إلى القاهرة وبعد عودته وكذا تكريمه لنجم الفريق أحمد الجابري والمهاجم محمد يحيى ميسري وتكريم المشجع علي الربان – محمد إبراهيم كوكني، فرج نصيب فرج، والرعدي يجيد التعامل في كل علاقاته، قال عنه الشاعر الكبير عبدالله عبدالوهاب الفضول شعرا “خبير لكنه صعب المراس –وبه عبقة ريحان واسي”.
عبدالجليل الرعدي…..عبدالسلام فارع
التصنيفات: ميادين