عندما تم إنشاء صندوق رعاية النشء والشباب والرياضة في عهد طيب الذكر الوزير الأسبق -عبدالوهاب راوح- كان الغرض منه ان يداوي العلل المالية للرياضة اليمنية، لا أن يكون هو علتها الرئيسي.
في هذا المكان قلنا وقال غيرنا فيه وغيره من المساحات الرياضية : بأن أموال الصندوق تصرف في غير ما خصصت من اجله، وكان الريح يأخذ كلامنا ويرمي به في أعماق البحر، كون كل القائمين على الرياضة لم يكن لديهم جرأة الاعتراف بهذه المشكلة الكبيرة.
الأستاذ حسن زيد – وزير الشباب والرياضة – أثناء الحوار الذي أجراه معه الزميل الأستاذ يحيى الحلالي يوم السبت الماضي، كان شجاعا ووضع أهم نقطة على أهم حرف، وقالها بالفم المليان : أموال الصندوق تصرف في غير ما خصصت له !!.
الحوار كان شيقا ، وحمل إجابات على كثير من الأسئلة التي تدور في أذهان الشارع الرياضي، وفي هذا العمود سأركز على علة الصندوق، كون الزملاء الأعزاء لابد وأن يتطرقوا إلى بقية ما جاء في الحوار.
قال الوزير : أنا أوجه بالصرف ، ورئيس الوزراء يوجه (رغم اعترافه بأن الوضع الحالي للبلاد يُبيح المحظورات) والمحظورات هي تعدد أوجه الصرف، والتي نأمل تضييقها إلى اقل الحدود، طالما وزوالها صعب الآن.
أصبح الصندوق -لكون الضرورات تبيح المحظورات- لأن هذا الاستدلال يجعل الصندوق مفتوحا على كثير من المحظورات، كون العدوان قد جعل الضرورات هي السمة الغالبة.
تحدث الأخ الوزير عن صرف نفقات تشغيلية للاتحادات الرياضية، وهذا أمر غريب، فمعظمها لا يقيم نشاطا رياضيا، فأي نفقات تشغيلية يستحقها؟!.
قال الأخ الوزير بأن إيصال ما دمره العدوان للاتحادات الخارجية هو مسؤولية الاتحادات الوطنية، وهنا نتساءل : كيف يقوم الأخ الوزير بصرف نفقات تشغيلية من الصندوق لاتحادات لم تقم حتى بدورها الوطني في إيصال الصورة البشعة للتدمير الممنهج الذي طال المنشآت الرياضية… فطالما هي لم تقم بأي نشاط رياضي – وهو أساس عملها – وطالما هي لم تقم بدورها الوطني بتعريف المجتمع الدولي بتدمير المنشآت – التي يفترض أن تقيم أنشطتها عليها – إذا ما لداعي لهذه النفقات التشغيلية، ولماذا لا تسخر للاتحادات العاملة فقط!!.
بالنسبة لهيكلة الوزارة وتأخير اقرارها، قال الوزير بأن ذلك يعود لأمور كثيرة منها ما يترتب عليها من أعباء مالية، ونقول: إن كانت الهيكلة القادمة أيضا ستضيف أعباء مالية، فلا داعي منها، لأن الألم اليوم من الاستحداثات غير القانونية والتي ترتب عليها أعباء مالية، فكيف بنا عندما نقر هذه الأعباء في قانون رسمي!.
في الأسبوع القادم – بإذن الله تعالى – سنتطرق للنقطة الهامة التي اقرها الوزير، والمتمثلة في إقامة دوري لكرة القدم، تستضيف نهائياته مدينة الحديدة بمشاركة كل المحافظات..لأهميته الكبيرة..لكون النشاط الرياضي هو الركيزة الرئيسة للوزارة والاتحادات، وبدونه لا فائدة من وجودهما.
الصندوق والضرورات التي تبيح المحظورات .. د . محمد النظاري
التصنيفات: ميادين