الظلم العادل .. د.محمد مطاوع – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

الظلم العادل .. د.محمد مطاوع

وصل الاستعداد إلى قمته في ألمانيا، وارتفعت الجاهزية في إسبانيا وإيطاليا لاستئناف الموسم الكروي، رغم استمرار تفشي فيروس كورونا، وعدم تراجع أعداد الإصابات والوفيات في كلا البلدين، في الوقت الذي ما زال فيه الحوار مستمرا في إنجلترا، التي يعارض فيها اللاعبون العودة للملاعب، قبل وجود ضمانات كافية لسلامتهم وعدم تعرضهم للعدوى.

في ألمانيا، ستعود الحياة للبوندسليجا، يوم غد السبت بعد توقفها لمدة شهرين، حيث ستلعب الفرق أمام مدرجات فارغة، ووسط إجراءات صحية صارمة وغير مسبوقة في ملاعب العالم، حيث وضعت قائمة طويلة من الشروط التي لا بد من تطبيقها وبشكل مشدد، للسماح للاعبين بدخول الملعب والتنافس في (إطار صحي).

وفي إسبانيا وإيطاليا يحتاج الأمر للمزيد من الوقت لاستكمال جاهزية اللاعبين، والتأكد من سلامتهم، وتكرار فحوصاتهم لأكثر من مرة، وبشكل يضمن الدرجة القصوى من الحماية وتقليل فرص الإصابة بالفيروس للصفر.

ستلعب المباريات بلا جماهير، وهي الحقيقة الوحيدة الثابتة في تغيرات انتشار كورونا، وهي الحقيقة الأكثر إيلاما للاعبين، والجماهير التي اعتادت متابعة المباريات من وراء الشاشات، حيث سيكون الأمر محبطا، والحماس غائبا، واللعب أشبه بتمرين بعيد عن الإثارة والاندفاع المعهود بكرة القدم.

السؤال المطروح حاليا: هل سيحقق فيروس كورونا العدل أخيرا في تقريب الفوارق بين الفرق الكبيرة التي تدفع الملايين للاعبيها كرواتب وامتيازات، والفرق الأخرى التي تكافح من أجل البقاء؟ وهل سيتم اختزال فروقات النجوم، وتسويتها بأقرانهم من اللاعبين الذين ينحتون في صخر اللعبة من أجل لفت الأنظار وإثبات جدارتهم بالمنافسة؟

الأندية ذات الأسماء الكبيرة تمتلك بالعادة ملاعب ممتدة بالسعة تتجاوز الـ 50 ألف متفرج وتصل إلى حدود الـ 100 ألف كما هو الحال مع برشلونة وريال مدريد، وإحصائيات المباراة تشير إلى قدرة هذه الأندية على تحقيق الانتصار على ملاعبها، نظرا لما تقدمه الجماهير من شحن هائل يحفزها لتجاوز المحطات الصعبة، ولكن بعد كورونا سيتغير الوضع، وسيلعب الجميع – فيما تبقى من الموسم الحالي على الأقل – بدون جماهير، وسيكون المشهد ذاته سواء لعبت على ملعبك أو ملعب خصمك، فالمدرجات فارغة، والصمت مطبق.

باعتقادي أن هناك العديد من المفاجآت التي يمكن أن تحدث، فمثلا برشلونة دوما يلجأ لجماهيره لتحقيق الانتصار، وحتى لو كان متأخرا بهدف أو هدفين على الكامب نو، فإنه ينهض من جديد يحقق الفوز أي يدرك التعادل على الأقل، على العكس من المباريات الخارجية التي ذاق فيها صنوف العذاب، ولعل آخرها خروجه من بطولة كأس إسبانيا على يد أتلتيك بلباو خارج القواعد وبهدف في الدقيقة 90.

لو ضربنا ببرشلونة متصدر الدوري الإسباني مثلا، لوجدنا أنه في الموسم الحالي خسر 5 مباريات جميعها خارج أرضه، ولم يتعرض في الموسم الماضي لأية خسارة على الكامب نو، كما أنه في بطولة دوري أبطال أوروبا لم يتلق أي خسارة على أرضه منذ عام 2013، وهو ما يظهر قوة الكامب نو في انتصاراته، وفي ذات الوقت، سيهدد الفريق بخسارة لقب الليجا بالفعل بسبب لعب باقي مباريات البطولة دون جماهير، وسيكون أمام الفرق الطامحة الفرصة للظهور بشكل مختلف على أرض النادي الكتالوني.

الأمر من الممكن أن ينساق على بقية الفرق مثل ريال مدريد الذي يعاني أصلا على أرضه في الموسمين الأخيرين، وقد تكون النتيجة صادمة أمام مدرجات خاوية.

قد يكون من الظلم عدم منح الفرق جمهورها، لكنه العدل الذي ينطبق على الجميع في زمن الكورونا، وهنا تبرز قدرة المدربين في إخراج أفضل ما لدى اللاعبين، ووعي النجوم بأهمية المرحلة المقبلة، والظهور بالشكل الذي يتوقعه جمهورهم القابع في البيوت، خلف قضبان الحجز الاختياري..خوفا من انتشار الفيروس.

التصنيفات: ميادين