حقق ليفربول انطلاقة عجيبة في الدوري الإنجليزي، وداس قطاره جميع الفرق التي واجهها في طريقه لتحقيق لقبه الأول منذ 30 عاما، والأول أيضا بشكل الدوري الانجليزي الجديد.
ابتعد الريدز بـ 25 نقطة كاملة في صدارة الدوري، ووصل إلى المرحلة 29 من البطولة بخسارة وتعادل ووحيد، وسلسلة متميزة من الفوز المتتالي، وبات على وشك التتويج، فثلاث نقاط كافية لإعلانه بطلا رسميا، قبل 9 مراحل من انتهاء البطولة.
لم يتبادر لذهن أحد داخل إنجلترا وخارجها، أن هناك قوة قادرة على تغيير الواقع، فتشكيلة يورجن كلوب التي تضم أفضل لاعبي الكرة في الوقت الحالي، تحولت إلى مجموعة من المقاتلين الذين تسلحوا بجماهير مجنونة، وقفت خلف الفريق في السراء والضراء واستحقت الفرحة باللقب الغائب.
وصل التحدي لدى عشاق اللون الأحمر، للخروج من العالم الواقعي والدخول إلى لعبة الافتراضات، في النظر إلى واقع المنافسة، حيث تولدت قناعة أن فريقهم لا يمكن قهره في الدوري الإنجليزي وأن اللقب لن يتمكن أحد من خطفه على أرض الملعب، وبدأ التفكير خارج حدود المعقول، لوضع حالة لا يمكن تصديقها لخسارة الريدز لقبهم العزيز.
تابعت كما الكثير من غيري جملة من الافتراضات الطريفة التي وضعها عشاق ليفربول ومنافسيهم على حد سواء، لعدم تتويج فريق كلوب باللقب، ومنها ما هو مضحك ومأساوي في آن معا، وأولى هذه الفرضيات، اندلاع الحرب العالمية الثالثة التي تتسبب بإلغاء الدوري الإنجليزي، ومع هذه الفرضية، أتخيل الضحكات التي تصل إلى درجة القهقهة..
يبدو أن مطلقي هذه النكات والضحكات العالية، لم يدركوا يوما أن ما تندروا عليه بالأمس، استحال واقعا اليوم، بعد أن تولى فيروس صغير دور البطولة، وكفى الأرض شر الحروب والزلازل والأعاصير، وغزو الكائنات الفضائية، ليتسبب بإيقاف عجلة الحياة في معظم أرجاء العالم، ويضم باقي بطولات الدوري ومنافسات كرة القدم، إلى الدوري الإنجليزي.
يبدو أن الأخبار الجيدة التي بدأت تتزايد في الأيام الأخيرة، تبشر بالقضاء على هذا الفيروس، والتخلص من كابوس جثم على الصدور خلال الشهرين الأخيرين، ونتضرع من الله العلي القدير أن يكون شفاء آخر حالة من هذا الوباء قريبا.