الموت في الاعماق غرقا… وطموحات الشباب – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

الموت في الاعماق غرقا… وطموحات الشباب

د. جابر يحيى علي البواب
منذ سنتين كثر الحديث عن الهجرة الغير شرعية المعروفة لدى اليمنيين بالتهريب عبر الحدود مع الخليج منذ القدم لكنها حديثا اصبحت عبر المحيطات
والبحار هروبا الى اروبا، وهذا الحديث عن هجرة الغير شرعية للشباب والرياضيين سار ملفة للنظر خصوصا بعد انتشار خبر وفات الاعلامي محمد الاهدل والبطل الاولمبي هلال الحاج وما خفي ليعلمه الله ، كل ذلك نتيجة للظروف المعيشية التي يمر بها الشباب والرياضيين وتقلص درجة الاهتمام بهم وبإبداعاتهم
وهو ما يدفعهم الى الهروب بتجاه الموت بحثا عن الحياة.

وطبعاً لا يختلف إثنان على أسباب الهجرة عند هؤلاء الشباب هو الهروب من جحيم العدوان وقساوة الحياة المعيشية التي فرضتها دول التحالف من خلال الحصارالاقتصادي ، وكذا الحلم بحياة افضل ومستقبل افضل، فمن أجل ذلك تراهم مندفعين دون التفكير بالعواقب والاخطار المحدقة التي قد تواجههم وتهدد حياتهم و دون التفكير في عواقب تلك الرحلة السائرة على امواج المحيطات والبحار المجهولة المصير و المحفوفة بمخاطر الغرق والموت في الاعماق.

نعم اليمن السعيد الحالي لم يعد سعيدا والحكومات المتعاقبة منذ نكبة 2011م لم توفر للشباب المستقبل والحياة الكريمة نتيجة لعدة اسباب أهمها واصعبها هوالعدوان والحصار، كما ان هناك قلق يصيب الاهل والاسر من القادم المظلم، و من ارتفاع نسبة البطالة والفقر وفقدان الاستقرار الأمني وانتشار الفساد وانعدام الخدمات الحياتية صنعت لدى الشباب مساحة واسعة من التفكير في الهجرة الى الدول الاوروبية والخليجية، ودفعت بهم الى البحث عن بلد بديل يمنح لهم حياة أفضل، رغم علمهم مسبقا بمصيرهم المحتمل وهو الغرق في البحر لرداءة وضيق القوارب التي يهاجرون بها، او وقوعهم بالاسر في ايادي حرس الحدود خصوصا الحدود السعودية الدولة التي لم تراعي الله في ابناء الشعب اليمني فقتلة الطفل والمرأة والشيخ ودمرت البنى التحتية للجمهورية االيمنية .

وتناسوا أيضاً أن أغلب المهاجرين المتواجدين في اوروبا او الخليج يعملون بأدنى الوظائف واسوأها في ، ولكن الأغلبية متمسكون بفكرة أن الذي يذهب لهذه البلاد بالتأكيد سيجد حظّة الضائع الذي افتقده في وطنه ليس بالجانب الاقتصادي فقط بل هناك الجوانب الفكرية والسياسية.

وبات الاستقرار النفسي والاجتماعي حلما لا يمكن تحقيقه في ظل ظروف الوطن وخاصة العدوان والحصار والصراع السياسي الذي تعاني منه اليمن منذ ما يقارب
الثمان سنوات.
لاشك ان هجرت هذه الفئة من الشباب والرياضيين اصحاب الكفاءات التي تعد أساسا لمستقبل الحركة الشبابية والرياضية باليمن، وكذلك خسارة أرواحهم وسط
صراعات امواج البحار والمحيطات، هو خسارة كبيرة من الاجيال التي يعول عليها في بناء مستقبل اليمن.
وللحد من ذلك لا بد من توفير الدوافع التي تمنعهم من الهجرة  كتوفير العمل المناسب الذي يضمن لهم عيش كريم ، وتفعيل الانشطة الشبابية والرياضية واعادة
صندوق رعاية النشء والشباب الى مسارة الحقيقي الذي انشأ من اجله.
كذلك لا بد من وضع برامج توعوية للشباب والرياضيين تمنعهم من الهجرة التي تعد مساراً خطراً، ونهاية لأرواحهم وليس تحقيقا لأهدافهم التي كانوا يسعون إليها،
ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وخطباء المساجد والمدرسين تقع على عاتقهم مسؤولية كبيرة في إبراز سلبيات هذه الظاهرة، ووضع برامج تثقيفية تبين
مخاطر الهجرة غير الشرعية التي يتعرض لها الشباب والرياضيين.
على الجميع أن يعلم أن الشباب هم صمام الأمان، وقوة للأوطان، وهم عُدَّة الأمم وثروتها وقادتها، ولنتأمل إلى الدور الذي قام به علي بن أبي طالب في شبابه عندما
نام مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أثناء الهجرة وتحمَّل في سبيل ذلك الخطر، وكذلك وضع أسامة بن زيد على رأس جيش به كبار الصحابة ولم يتجاوز عمره تسع عشرة سنة، ومواقف الشباب في الرعيل الأول والذي تلا ذلك جيلاً بعد جيل إلى يومنا هذا؛ الشباب طاقة إما أن تستغل في بناء الوطن، أو أن يستغلها الآخرين من أصحاب النفوس المريضة لتدمير الوطن والهجرة منه.

التصنيفات: ميادين