عاد الحزن ليُخيم مرة أخرى على الأرجنتين، بعد الخسارة بهدفين دون رد، فجر اليوم الأربعاء ضد البرازيل، في نصف نهائي كوبا أمريكا، ومواصلة الجيل الحالي بقيادة ليونيل ميسي، في تحقيق أي لقب قاري للتانجو.
وانتهت مُغامرة التانجو هذا العام من نصف النهائي، بعد خسارة آخر نسختين في المباراة النهائية ضد تشيلي، وسينافس ميسي ورفاقه لتحقيق المركز الثالث في البطولة.
وكالعادة انهالت الجماهير الأرجنتينية بالانتقادات على ليونيل ميسي، بعد الفشل في البطولة هذا العام، رغم كل الإنجازات التي يُحققها بقميص برشلونة.
واقعية مُبكرة
ألقت الجماهير الأرجنتينية، آمالها على قائد التانجو ليونيل ميسي، من أجل كسر عقدة الجيل الحالي، لتحقيق أول لقب قاري، حيث لم يتوج المنتخب الأرجنتيني بأي لقب منذ 26 عامًا، حين حصد لقب كوبا أمريكا عام 1993.
وتوسمت الجماهير خيرًا بعودة ميسي بعد طول غياب عن المشاركة بقميص التانجو، حيث أصيب بحالة من الصدمة عقب نهائيات مونديال روسيا الصيف الماضي، عقب الإقصاء أمام فرنسا.
لكن ميسي تحلى بالواقعية في تصريحاته قبل انطلاق البطولة، وأكد أن التانجو ليس مرشحًا لحصد اللقب منذ البداية كما كان في السنوات الماضية.
وصرح ميسي “نحن لسنا مرشحين منذ البداية عكس الماضي، لكننا سنحاول الفوز بكوبا أمريكا. نحن لدينا مجموعة تشعر بالجوع نحو التتويج باللقب، وتسعى للقيام بأمور جيدة”.
أداء باهت
رغم وجود شكوك قبل انطلاق البطولة حول أداء التانجو، نظرًا لوجود العديد من الوجوه الشابة التي لا تملك أي خبرات دولية، بالإضافة إلى وجود المدرب ليونيل سكالوني، والذي لا يملك خبرات كبيرة في التدريب، لكن الجميع ترقب حدوث مفاجأة سارة.
واستهل التانجو مشواره في البطولة بهزيمة ضد كولومبيا بهدفين دون رد، بأداء أكثر من سيئ، وغاب ميسي تماما عن مستواه المعهود.
وفي ثاني المباريات ضد باراجواي، أفلت الأرجنتين من الهزيمة بتعادل هزيل بهدف لمثله، وسجل ميسي هدف التانجو الوحيد من ركلة جزاء، ليتوقف مصير ميسي ورفاقه على مواجهة قطر الأخيرة، التي فازوا بها بهدفين دون رد.
وحتى رغم التأهل لربع النهائي والفوز على فنزويلا بهدفين دون رد، لم يُقدم التانجو أداء جيدًا بشكل عام، وليونيل ميسي بشكل خاص، والذي اعترف بأن هذه النسخة من كوبا أمريكا ليست الأفضل بالنسبة له.
وقدم “البرغوث” أفضل أداء له في البطولة في المباراة ضد البرازيل، لكن لم ينجح في مساعدة منتخب بلاده في تخطي عقبة صاحب الأرض والجمهور، ويلاحقه كابوس الفشل مع التانجو.
أعذار واهية
لأول مرة نجد ليونيل ميسي يختلق الكثير من الأعذار في البطولة، وهو أمر أثار الجدل بين عشاقه ومُحبيه قبل خصومه، وخاصة هذه البطولة.
البداية كانت بانتقاده لأرضية ملاعب البطولة، حيث صرح: “أرضية ملعب ماراكانا سيئة للغاية، لدرجة أنه يبدو لك أن الكرة بداخلها أرنب يركض في كل اتجاه، من شدة سرعتها، وهو ما يصعب السيطرة عليها، وهذا رغم أن مهاجمي الأرجنتين يمتازون أيضا بالسرعة”.
ورغم أن بالفعل صاحب الأرض منتخب البرازيل أيضًا اشتكى من أرضية الملاعب، لكن يظل السعي وراء تحقيق الانتصارات هو الطموح الأقوى لتخطي أي مصاعب، وهو ما لم يفعله ميسي ورفاقه.
وانفجر ميسي في تصريحاته عقب الخسارة ضد البرازيل، لينتقد الحكم، قائلا “أتمنى أن يكون هناك موقف قوي من كونميبول ضد هؤلاء الحكام، الذين يتسببون في عدم توازن الملعب عن طريق الانحياز لفريق.. لكن أعتقد أنه لا طائل مما أقوله، لأن البرازيل تتحكم في شؤون هذا الاتحاد، فالأمر معقد”.
