كان أمرا طبيعيا أن يتم اللجوء إلى تقنية مراقبة خط المرمى في عالم كرة القدم، بعد الأخطاء الفادحة التي ارتكبها الحكام في مجموعة كبيرة من المباريات المهمّة، والأمر الغريب حقا، أنه وحتى هذه اللحظة، لا يتم الاستعانة بها في بطولات محليّة معروفة مثل الدوري الإسباني.
لكن الاتحاد الدولي لكرة القدم، كان سبّاقا في استخدام هذه التقنية، خصوصا وأن بطولاته شهدت جدلا كبيرا فيما يخص احتساب الأهداف غير المشروعة، أو إلغاء الأهداف الصحيحة.
نذكر بالتحديد الهدف الذي سجّله جيوف هيرست في نهائي كأس العالم 1966 في إنجلترا، حيث تقدمت ألمانيا الغربيّة في الشوط الأول بهدف هيلموت هالرفي الدقيقة 12، وعادل هيرست النتيجة، قبل أن يحرز بيترز هدف التقدم للانجليز في الدقيقة 77، ورفض الألمان الاستسلام للهزيمة، وفي الدقيقة 89 حصلوا على ركلة حرة نفذها كارل هاينز شنيلينجر، وصلت على اثرها الكرة إلى وولفجانج ويبر الذي سجل هدفا.
وهدف إنجلترا الذي سجله هيرست في الدقيقة 11 من الوقت الإضافي هو الأكثر جدلا في تاريخ كرة القدم، فقد اضطر الحكم السويسري جوتفريد دينست لاستشارة حامل الراية السوفييتي توفيك باكراموف الذي أعلن صحة الهدف، ما أثار غضب لاعبي ألمانيا الغربيّة.
الإعادة التلفزيونية، ورغم عدم دقّتها في ذلك الوقت، أثبتت أن الكرة لم تجتاز خط المرمى، فقال البعض أن إنجلترا التي فازت في النهاية 4-2 بفضل ثلاثية من هيرست، لم تستحق رفع الكأس، وحصل الألمان على ثأرهم الخاص في ثمن نهائي كأس العالم 2010، عندما سدّد الإنجليزي فرانك لامبارد كرة قوية اصطدمت بالقائم قبل أن تجتاز خط المرمى بمسافة متر تقريبا، إلا أن أيا من الحكام لم يشاهد اللقطة قبل أن يبعد الحارس الألماني مانويل نوير الكرة بيده دون أن يتم احتساب الهدف، علما بأن ألمانيا كانت متقدّمة حينها 2-1، وأنهت المباراة بالفوز 4-1.
وبعد دراسات مستفيضة حول إمكانية الاستعانة بتقينة خط المرمى، مع الاستفادة من خبرة الاتحاد الدولي للتنس الأرضي الذي يستخدم تقنية “عين الصقر” لتحديد مكان سقوط الكرة على أرض الملعب، قرّر “فيفا” تجربة هذه التقنية للمرة الأولى في كأس العالم للأندية العام 2012.
وتقرّر أيضا أن يتم استخدام هذه التقنية في بطولة كأس القارات العام 2013، من أجل تقييم التجربة ومعرفة ما إذا كان سيتم اعتمادها في كأس العالم 2014.
وبالفعل نجحت التجربة، وتم استخدام تقنية خط المرمى لأول مرة في تاريخ المونديال، على الأراضي البرازيلية، وكان أول هدف يتم احتسابه بعد مراجعة التقنية في تاريخ كأس العالم، عندما سجّل الهندوراسي نويل فالاداريس هدفا في مرمى فريقه بعد محاولته قطع تسديدة للفرنسي كريم بنزيمة في مباراة البلدين يوم الخامس عشر من حزيران/يونيو.