ينظر الشارع الرياضي العربي إلى ليفربول الإنجليزي على أنه “المنتخب المصري لكرة القدم” في ظل الشعبية الجارفة للفريق وهيمنته على وجدان أبناء جلدة النجم محمد صلاح “خاطف القلوب والعقول”.
المصريون الآن أصبحوا يحللون أدق التفاصيل في مباريات “الريدز”..
تضاربت مشاعرهم فعزفوا عن متابعة برشلونة وريال مدريد، وباتوا يرون في نجوم “الليفر” أبطالاً محليين من طينة بلادهم، يتابعونهم بشغف، وكأن أليسون “عصام الحضري، وفان ديك “وائل جمعة”، ومانيه “شيكابالا” وفيرمينيو “عبدالله السعيد”!.
نعم، لا صوت في المقاهي والمجالس الكروية العربية والمصرية يعلو على “الريدز” الذي اكتسب شعبية جارفة لم يكن لأحد تخيلها في العامين الماضيين، وقد تسهم هذه الحالة في استعادة الفريق الإنجليزي لأمجاده والفوز بلقب الدوري الممتاز الغائب عن خزائنه منذ عام 1990.
ليفربول أو “صلاحبول” كما يحلو للبعض تسميته، بات أقرب من أي وقت مضى لرفع الكأس رقم 19، وتقليص الفارق مع مانشستر يونايتد “صاحب الرقم القياسي” إلى بطولة واحدة فقط، فهل يتمكن أبناء المدرب الألماني يورغن كلوب من تحقيق حلم طال انتظاره؟.
البطولة دخلت مرحلة البرد القارس، والفريق الأقدر على تحمل سقيع المواجهات المحتدمة، سينعم بدفء منصة التتويج في بداية صيف 2019 الجديد، ولا بد لليفربول إدراك أهمية المواجهتين المقبلتين اللتين ستحددان ملامح البطل بشكل أوضح، حين يستقبل الفريق نظيره أرسنال “العنيد” غداُ السبت، قبل الانتقال إلى معركة مانشستر سيتي في عقر دار بيب غوارديولا، الجمعة المقبلة، وعندها سيذوب الثلج ونتعرف بنسبة أكبر على هوية البطل!.
ليفربول (51 نقطة) يتصدر بفارق 6 نقاط عن توتنهام -الذي لا أراه منافسا حقيقياً على اللقب- وبفارق 7 نقاط عن “السيتي” حامل اللقب وأكثر الفرق المرشحة للفوز مجدداً بالبطولة، ويمتلك “الريدز” أرقاماً ملفتة تجعله الأنضج للحصول على البطولة، فهو الوحيد الذي لم يتذوق مرارة الهزيمة حتى المرحلة 19، ويعتبر ثاني أفضل هجوم ب43 هدفاً، بعد السيتي (51 هدفاً)، والأحسن دفاعاً وحراسة للمرمى بتلقي شباكه 7 أهداف فقط، فيما استقبل وصيفه توتنهام 15 هدفاً، والسيتي الثالث 15 هدفاً، وكلها أرقام تبعث الطمأنينة في نفوس عشاق الفريق الأحمر، في وقت ينتاب بعضهم القلق إزاء تباين أداء صلاك وفيرمينيو ومانيه وتأرجحه من مباراة لأخرى!!.
وعلى الرغم من موجة الانتقادات التي يتعرض لها محمد صلاح منذ بداية الموسم، وحالة عدم الرضا التام على أداءه أم تذبذب مستواه مقارنة بالموسم الفائت إلا أن النجم المصري يسطع على قائمة الهدافين في الوصافة ب12 هدفاً متأخراً بهدف واحد عن لاعب أرسنال، الغابوني أوباميانغ، ما يعني أن هناك بوادر لعودته لسابق مستواه وكل ما يحتاجه اللاعب التسجيل في المباريات الحساسة تماماً كما فعل في نابولي الايطالي، وقاد ليفربول للتأهل في دوري أبطال أوروبا بلقاء مصيري.
أخيراً، إذا فاز ليفربول على أرسنال وسيتي سيكون أشبه بسيارة فورمولا 1 على طريق الفوز باللقب.. وليت سائقها الدائم فخر العرب محمد صلاح!.
سائق الفورمولا محمد صلاح! .. محمد الحتو
التصنيفات: ميادين