انتشل هانز فليك المدير الفني لبرشلونة، الفريق من دوامة عنيفة، وأثبت نفسه سريعا منذ توليه المسؤولية قبل أشهر قليلة.
جاء فليك إلى القلعة الكتالونية في صيف العام الماضي 2024، والنادي يعاني من أزمة فنية ومالية وإدارية حادة مع تخبط شديد في القرارات، مثل الإعلان عن تجديد التعاقد مع المدرب السابق تشافي هيرنانديز حتى 2026.
وبعدها بأسابيع قليلة أعلنت إدارة النادي الاستغناء عن خدمات تشافي بنهاية الموسم الماضي، بسبب غضب خوان لابورتا رئيس النادي ومسؤولي البارسا، من تصريحات المدرب الإسباني الشاب في وسائل الإعلام.
وقع فليك عقدا مدته موسمين ينتهي في صيف 2026، بينما اكتفت إدارة النادي بضم صفقتين فقط هما داني أولمو من لايبزيج، واستعادت المهاجم الشاب باو فيكتور من جيرونا.
صعوبات كبيرة
واجه النادي الكتالوني صعوبات كبيرة في قيد هذا الثنائي، ولم يعزز بتدعيمات جديدة في فترة الانتقالات الشتوية خلال كانون الثانى/يناير الماضي بل تعاقدت بشكل استثنائي مع الحارس البولندي فويتشيك تشيزني وأعادته من اعتزال كرة القدم.
كما ضربت الإصابات صفوف الفريق وحرمته من عناصر بارزة مثل حارس المرمى الألماني مارك أندريه تير شتيجن الذي جاء تشيزني من أجل تعويض غيابه لنهاية الموسم.
ولم يستفد الفريق من المدافع الدنماركي أندريس كريستنسن طوال الموسم، وتعرض لاعب الوسط الشاب مارك بيرنال للإصابة بقطع في الرباط الصليبي ليغيب لنهاية الموسم.
كما أن فليك بدأ الموسم وهو يحاول تجهيز بعض اللاعبين المصابين الذين يغيبون عن الملاعب لفترات طويلة مثل جافي وفرينكي دي يونج ورونالد أراوخو.
نتائج قوية وعروض رائعة
لكن المدرب الألماني قفز فوق كل هذه الصعوبات، وحقق نتائج قوية بعروض فنية رائعة، وأعاد للفريق الكتالوني هيبته نسبيا، ونفض الغبار عن عدد من اللاعبين ومشاكلهم الفنية والبدنية السابقة مثل رافينيا وبيدري وبالدي وإينيجو مارتينيز وليفاندوفسكي.
ومن رحم كل هذه الأزمات، بدأ فليك مشروعا رياضيا سريعا، بات يرشحه الكثيرون للمنافسة على جميع الألقاب هذا الموسم، بعدما توج بكأس السوبر الإسباني في كانون الثانى/يناير الماضي.
كما وصل البرسا لقبل نهائي دوري أبطال أوروبا لأول مرة منذ عام 2019 ويعتلي صدارة جدول ترتيب الدوري الإسباني بفارق 4 نقاط عن ريال مدريد، وذلك قبل 7 جولات من انتهاء المسابقة.
ويستعد هانز فليك لكلاسيكو جديد أمام ريال مدريد يوم 26 نيسان/أبريل الجاري في نهائي كأس ملك إسبانيا على ملعب “لا كارتوخا” بمدينة إشبيلية.
“اللقب المفقود”
وقبل هذا الكلاسيكو، هناك عقدة تلازم برشلونة في كأس ملك إسبانيا، حيث أن الفريق لم يتوج باللقب منذ رحيل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في عام 2021.
ويأمل فليك في أنه مثلما كسر عقدة دوري الأبطال بالوصول بالفريق الكتالوني لأول مرة للدور قبل النهائي بدون ميسي، أن يتجاوز أيضا هذا الحاجز النفسي وينتزع كأس الملك في طريقه لتحقيق الثلاثية المحلية، ولرفع المعنويات سعيا لتحقيق الهدف الأكبر وهو دوري أبطال أوروبا الغائب عن خزائن البارسا منذ 10 أعوام.
ويتطلع فليك أيضا لتعزيز تربع برشلونة على قائمة الأكثر تتويجا بكأس ملك إسبانيا التي يتصدرها حاليا برصيد 31 لقبا، ولكنه خسر المباراة النهائية 11 مرة آخرها أمام فالنسيا في موسم 2018-2019.
أما ريال مدريد فقد حقق كأس الملك 20 مرة آخرها الموسم قبل الماضي 2022-2023، بينما خسر النهائي 20 مرة أيضا آخرها موسم 2012-2013 أمام أتلتيكو مدريد.
