أزمة جيسوس .. ساحر فقد قبعته وعصاه مع الهلال – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

أزمة جيسوس .. ساحر فقد قبعته وعصاه مع الهلال

يرفع الساحر قبعته، ويشير بعصاه، فتحدث المعجزات، وتنهال الإعجابات والتصفيقات، لكنها تتوقف فجأة، بعد أن رفع الساحر عينه، فوجد نفسه بلا قبعة، وبلا عصا.

لم يكن ما حدث للساحر سحرًا، بل كان ضريبة خطأ سقط فيه، حين اعتقد أن القبعة والعصا سينصفانه في كل مرة، دون أن يدري أنهما أداتان لا ينجحان إلا بنجاحه، ولا يفشلان إلا بفشله.

هكذا عاش البرتغالي جورجي جيسوس، المدير الفني لفريق الهلال، هذا المشهد بتفاصيله، فمن ساحر يستخدم قبعته وعصاه ليذهل الجماهير، إلى فاقد لهذه القبعة، وتلك العصا، بدايةً من لاعبيه، مرورًا بجماهيره، ونهايةً بمجلس إدارته.

موسم السحر

في مطلع يوليو/تموز 2023، أعلن نادي الهلال تعاقده مع المدرب البرتغالي جورجي جيسوس لقيادة الفريق لموسم واحد، بعد نهاية رحلته مع فنربخشه.

جاء جيسوس ليُكمل مهمته التي بدأها قبل نحو 5 سنوات، لكنها لم تكتمل في ذلك الحين، رغم كل الأرقام المميزة التي حققها في غضون 6 أشهر فقط.

وبالفعل، قضى المدرب البرتغالي موسمًا مميزًا مع الهلال في 2023-2024، فقاده للفوز بالدوري السعودي، وكأس خادم الحرمين الشريفين، بالإضافة إلى كأس السوبر السعودي مرتين.

الفوز بالدوري كان مميزًا، حيث حققه الهلال بعد موسم تاريخي، لم يتعرض فيه لأي هزيمة، وتعادل 3 مرات فقط، ليحقق العديد من الأرقام القياسية.

“الزعيم” أصبح أكثر فريق يحقق عدد نقاط في موسم واحد (96)، وكذلك عدد انتصارات (31)، بالإضافة إلى عدد الأهداف (101)، بمعدل 3 أهداف في كل مباراة.

لم يتعرض الهلال سوى لهزيمة وحيدة في الموسم الماضي بأكمله، كانت أمام العين الإماراتي بنتيجة 2-4، في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال آسيا، لتكون تلك هي البطولة الوحيدة التي خسرها.

وانقلب السحر على الساحر

لكن سحر جيسوس انقلب عليه، منذ الهزيمة من الخليج، يوم 23 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بنتيجة 2-3، في الجولة الـ11 من دوري روشن، وهي المباراة التي ستتكرر بعد غدٍ الخميس، بالجولة الـ28.

لم توقف فقط تلك الخسارة سلسلة اللا هزيمة التي حققها الهلال في دوري روشن منذ الموسم قبل الماضي عند 57 مباراة، ولكنها أوقفت أيضًا سحر جيسوس معه.

وبعد 71 مباراة لم يتعرض فيها “هلال جيسوس” سوى لهزيمة وحيدة ضد العين، تعرض لـ6 هزائم في 24 مباراة تالية، بدايةً من موقعة الخليج.

تراجع الهلال للمركز الثاني في جدول ترتيب الدوري السعودي، بفارق 7 نقاط خلف الاتحاد صاحب الصدارة، بل وبفارق نقطة وحيدة أمام النصر صاحب المركز الثالث.

فقد جيسوس ومعه الهلال أرقامه المميزة ضد الفرق الكبرى في الدوري السعودي، وتعرض للهزيمة لأول مرة أمامها جميعًا في النصف الثاني من الموسم الحالي، أمام الاتحاد 1-4، والأهلي 2-3، والنصر 1-3.

فشل “الزعيم” في الحفاظ على لقبه، وودع كأس خادم الحرمين الشريفين من الدور ربع النهائي أمام الاتحاد بركلات الترجيح.

ويبقى الأمل الأكبر للهلال في الموسم الحالي هو الحصول على بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة، حيث وصل للدور ربع النهائي، وسيواجه جوانجغو الكوري الجنوبي.

أزمة جيسوس واللاعبين

هذا التحول الرهيب في مسيرة جيسوس الساحرة مع الهلال كان مصحوبًا بفقدانه لقبعته وعصاه، بدءًا من فقدان السيطرة على لاعبيه، وفقدان حبهم له، وفقدان مستوياتهم القوية التي قدموها معه.

تراجعت مستويات العديد من اللاعبين، وأبرزهم الحارس المغربي ياسين بونو، والمدافع الدولي علي البليهي الذي يقدم أسوأ مواسمه مع الهلال.

تراجع مستويات اللاعبين كان مرتبطًا بتوتر علاقة جيسوس مع الكثير منهم، وفقًا لما كشفت عنه العديد من التقارير الصحفية مؤخرًا.

وقالت تقارير إن علاقة جيسوس متوترة مع سالم الدوسري، قائد الهلال وأهم لاعبيه، بعد أن اتهمه بالتسبب في الخسارة من الاتحاد بربع نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين بسبب عدم جديته.

كما أشارت التقارير إلى أن علاقة جيسوس تبدو متوترة أيضًا مع لاعب الوسط الصربي سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش، والجناح البرازيلي مالكوم.

توتر العلاقة مع مالكوم بدا واضحًا خلال الفوز على التعاون 2-0، يوم 15 مارس/آذار الماضي، في الجولة الـ25 من دوري روشن.

وعبر مالكوم عن غضبه بعد استبداله لصالح عبدالله الحمدان في الدقائق الأخيرة من المباراة، حيث رفض مصافحته، وكذلك فعل مع أحد أفراد الجهاز الفني، قبل أن يتحدث ببعض الكلمات إلى جيسوس.

ورغم أن جيسوس أنهى الأزمة سريعًا وتحدث إلى مالكوم عقب نهاية المباراة، لكن واقعة الاعتراض تكررت من جانب البرازيلي الآخر ماركوس ليوناردو، خلال التعادل مع الاتفاق 1-1، يوم الجمعة الماضي.

وعبر المهاجم البرازيلي عن غضبه من تبديله لصالح عبدالله الحمدان في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة من خلال ملامح وجهه، كما قام بركل أحد الأشياء التي كانت على أرض الملعب.

المباراة نفسها شهدت لقطة طريفة للمهاجم الصربي ألكسندر ميتروفيتش، حين اعترض على تعليمات جيسوس برقابة أحد لاعبي الاتفاق أثناء ركلة حرة.

وطالب جيسوس ميتروفيتش بحسن المراقبة، ليتوجه الصربي إلى لاعب الاتفاق ويقوم بمعانقته، قبل أن يرفع يديه متعجبًا من تعليمات مدربه.

كل تلك اللقطات كانت دليلًا على فقدان جيسوس عجلة التحكم في غرفة خلع الملابس، بسبب العلاقة المتوترة بينه وبين لاعبيه، والتي بدأ صداها يظهر في ردود أفعالهم على أرض الملعب.

الجمهور ينقلب على جيسوس

انقلاب اللاعبين ظل المشكلة الصغرى لجيسوس، قبل أن تحدث المشكلة الكبرى للمدرب البرتغالي، حين انقبلت عليه جماهير الهلال نفسها.

مع تراجع الأداء والنتائج، وخسارة جميع المباريات ضد الفرق الكبرى، وانخفاض فرص الفوز بالدوري، بدأت الجماهير في الهجوم على المدرب البرتغالي.

لكن هذا الهجوم ظل محدودًا، إذ واجهه دفاع قوي من بعض الجماهير الأخرى لـ”الزعيم”، حتى جاءت اللحظة الفارقة التي حولت هذا الهجوم إلى غضب شامل.

فقدت كل جماهير الهلال تعاطفها مع جيسوس، بعد الأنباء التي ربطته بتدريب منتخب البرازيل عقب نهاية الموسم الحالي.

ما زاد غضب جماهير الهلال أن جيسوس منح موافقته على تدريب منتخب البرازيل قبل مشاركة الفريق في كأس العالم للأندية في يونيو/حزيران المقبل.

وأطلق الهلاليون العديد من “الهاشتاجات” التي تطالب برحيل جيسوس، مثل “رحيل المدرب يا الوليد”، المُوجه للأمير الوليد بن طلال، العضو الذهبي للنادي، والذي تصدر “التريند” على موقع “إكس”.

حصن الإدارة

المشكلات التي واجهت جيسوس مع اللاعبين والجمهور، ظلت بعيدة عن الإدارة التي ظلت داعمةً للمدرب البرتغالي رغم تراجع النتائج بشكل ملحوظ في النصف الثاني من الموسم الحالي.

وأكدت العديد من التقارير أن إدارة الهلال ترفض إقالة جيسوس في الوقت الحالي، في ظل ضيق الوقت، وتصر على دعمه في ظل الجدول المزدحم للفريق.

لكن هذا الدعم بدأ يتلاشى في الفترة الأخيرة، في ظل استمرار النتائج السلبية، وتصاعد الغضب الجماهيري ضد المدرب البرتغالي، والذي بدأ يطال الإدارة نفسها.

وظهر غضب الإدارة من جيسوس خلال مباراة الاتفاق الماضية، حين غادر فهد بن نافل، رئيس الهلال، ملعب المباراة قبل إطلاق صافرة النهاية، في ظل التعادل.

ويبدو أن هذا الغضب قد تصاعد بعد أنباء تولي جيسوس تدريب منتخب البرازيل، حيث بدأت الإدارة في التفاوض مع عدة مدربين لخلافة المدرب البرتغالي.

وأكدت تقارير تفاوض الهلال مع عدة مدربين، على غرار الإيطالي سيموني إنزاجي، البرازيلي تيتي، الروماني رازفان لوشيسكو، والهولندي إيريك تين هاج.

على أي حال، يبدو أن فقرة جيسوس مع الهلال قد شارفت على النهاية، فقرة بدا فيها المدرب البرتغالي ساحرًا يمتع الجماهير، قبل أن يختفي سحره، بعد أن فقد قبعته وعصاه.

التصنيفات: أخبار عربية,عاجل