بداية لابد من التأكيد بأن الخسارة من إندونيسيا برباعية قاسية كثيرا، صحيح بان رباعيتهم لم تنهي آمالنا نهائيا في بلوغ نهائيات كأس العالم، ولكنها بكل أكدت أننا لسنا جاهزين لذلك، على الأقل خلال شوطي إندونيسيا. الغريب ليس في الخسارة فقط، بل في التعاطي معها من قبل الإعلاميين المؤيدين للاتحاد والمعارضين له. طبعا لو فزنا، فكل ما قيل بعد الخسارة لن يقال! وهنا المغالطة الني يقع فيها الجميع. المؤيدون: خسارة المنتخب طبيعية، كون لا يوجد أي دعم من الدولة ممثلة بوزارتي الشباب والرياضة، والاتحاد يعاني من قلة الموارد……الخ، ولكن لو أن المنتخب فاز، فلن يتم الحديث عن ذلك، بل سينسب كل شيء للاتحاد، وهذا لا يعني أنه ليس له دور، ولكن ينبغي أن يكون الدور موجود في الفوز والخسارة. المعارضون: الاتحاد هو السبب، لم يرتب للمعسكر إعداد خارجي واكتفى بمعسكر صنعاء، ولا يوجد دوري والاتحاد يهمش الكوادر…..الخ ، ولو فاز المنتخب فلن يذكر شيء من ذلك، وسينسب الفوز فقط للمدرب واللاعبين، ولا يذكر الاتحاد مع أنه شريك في النجاح والفشل. للأسف الشديد، الطرفين يحللان من وجهة نظر المؤيد والمعارض، ولا يتطرقان لجوهر المشكلة، مع إنصاف كل الأطراف المشتركة في إعداد المنتخب سلبا وايجابا. المباراة القادمة أمام كوريا الجنوبية ليست سهلة، بل هي صحبة وصعبة جدا، من جوانب عدة، اولها الفارق في المستوى، فما قدمناه في المباراتين (رغم فوزنا على أفغانستان) لا يرتقي إطلاقا لمنتخب يريد الذهاب لكأس العالم. المنتخب الكوري سيلعب بفرصتي الفوز والتعادل، وهذا في يفترض أن يكون في صالحنا، أن كنا فعلت نمتلك المباغتة والتقدم والحافظ على التقدم، وهذا غائب خلال اللقائين السابقين، سوى من فوز على منتخب (أفغانستان) تتجاوزه بقية المنتخبات باضعاف ما تجاوزناه. مباراتنا أمام كوريا الجنوبية هي الفرصة الوحيدة، وبفرصة الفوز وبأي نتيجة نستأهل . ولكن… دعونا أن نتبادل الأدوار مع الكوريين، فهل ليس لهم طموح ببلوغ كأس العالم للناشئين، وهم يملكون فرصتين، ومهاجمين يستطيعون اقتناص ربع الفرصة، فيما نحن نضيع ما لا يضيع. كلنا نأمل بالفوز على كوريا والتأهل، ولكن هل سألنا أنفسنا وبعيدا عن العاطفة الوطنية، هل نستحق التأهل قياسا بما قدمناه؟ وهل نحن نجاري المنتخبات الأخرى في التطور الذي أحدثوه في مسابقاتهم السنية؟. لماذا أقول هذا الكلام لأن المشانق علقت للمدرب واللاعبين، اذا استمروا في تضييع الفرص، وهذا قد يكون له مردود سلبي من الناحية النفسية وسيلقي بظلاله على الأداء داخل الملعب، وتنكشف خطوطنا أمام المنافس الكوري، والذي يكفيه استغلال واحدة منها لا قدر الله، وبسجل هدفا يحبس به أنفاس لاعبينا، ويجعلهم يبحثون طوال الوقت عن تعادل يخدم المنافس ولا يخدمنا. حلم البعض للتأهل سواء من جهاز فني أو إداري أو إعلامي أو لاعبين أو من ضم نفسه لكشف المرافقين، ينحصر فيما سيتحصل عليه من أموال من الدولة والتجار في حالة التأهل، لأنهم يقيسون الأمر لما حدث في بطولة عادية كغرب آسيا، فما بالنا بالتأهل لكأس العالم… ولهذا فإن نهجنا الغير سوي في التكريم العشوائي يجعل التفكير ينحصر في القيمة المادية، فتضيع بينها كثير من الجوانب الفنية. كل التوفيق للمدرب واللاعبين في لقاء الفرصة الأخيرة لتكرار حلم الوصول لكأس العالم للناشئين.