إذا كان هناك شعور تعيشه جماهير الهلال في الوقت الحالي، فهو “الشك” في أنها متيقظة، ترجو أن يكون ما تشاهده في الوقت الحالي، كابوسا سيذهب أدراج الرياح، حين تزيح الجفون، الظلام عن عيونهم، وتتسرب إليها الأضواء من جديد.
لكن يبدو أن العكس هو الصحيح، فما تعيشه جماهير “الزعيم” قد يكون مقدمة لما هو أسوأ، في موسم كارثي يأتي فقط بعد بضعة أشهر من موسم تاريخي.
موسم تاريخي
بالعودة للموسم الماضي، حقق الهلال، نتائج مميزة، تتبلور في فوزه بلقب الدوري برصيد 96 نقطة، بفارق 14 نقطة كاملة عن النصر الذي حل وصيفا.
وفي ذلك الحين، لم يتعثر الهلال طوال 34 مباراة على مدار الموسم سوى في 3 مباريات فقط، وكان التعثر بالتعادل فقط، دون التعرض لأي هزيمة.
وجمع الهلال مع لقب الدوري، بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، بعد مشوار مميز، أقصى فيه الاتحاد من نصف النهائي، وهزم النصر في المباراة النهائية.
وبدأ الهلال، الموسم الجديد، بحصد بطولة أخرى، حين أقصى الأهلي في طريقه لنهائي كأس السوبر السعودي، قبل أن يكتسح الاتحاد برباعية مقابل هدف.
ورغم الخروج من دوري أبطال اسيا أمام العين، لكنه قدم موسما استثنائيا، لم يخسر فيه سوى مباراة وحيدة أمام الفريق الإماراتي بذهاب نصف النهائي.
خسائر أسبوع جدة
لكن هذا الموسم الحالم انتهى، وتحول الموسم التالي الحالي إلى “كابوس”، فرغم بلوغه ثمن نهائي دوري النخبة، كمتصدر لمرحلة الدوري، لكن الهلال ودع كأس خادم الحرمين من ربع النهائي على يد الاتحاد.
وفي الدوري، خسر الهلال في غضون أسبوع واحد، مباراتين، أمام الاتحاد والأهلي، واستقبل في هاتين المباراتين فقط 7 أهداف، تصل إلى 8 بإضافة مباراة الخلود التي لعبت بينهما، رغم أن الفريق حقق فوزا عريضا بنتيجة 5-1.
وإذا مددنا الخط، وعدنا لاخر 5 مباريات للهلال في دوري روشن، سنجد أنه لم يحقق سوى انتصار وحيد، على الخلود، مقابل تعادلين وهزيمتين، حيث سكنت شباكه خلال تلك المباريات 11 هدفا.
وفي غضون أسبوع واحد، خسر الهلال، أفضلية 4 سنوات على الاتحاد، و4 سنوات ونصف على الأهلي، وكذلك أفضلية مدربه البرتغالي جورجي جيسوس عليهما، حيث تلقى خسارته الأولى أمامهما في ولايتيه مع “الزعيم”.
جيسوس خسر أيضا، أفضليته على ماتياس يايسله في 4 مباريات سابقة، ومعه خسر الهلال لأول مرة على ملعب المملكة أرينا، وكذلك خسر لأول مرة أمام قطبي جدة في موسم واحد من الدوري السعودي لأول مرة منذ 9 سنوات.
وبات الهلال، مهددا بأن يبتعد الاتحاد بصدارة الدوري، بفارق 8 نقاط عنه، حال نجح العميد في الفوز على الأخدود، غدا الأحد، رغم أنه تعادل في المباراة الماضية مع الخليج.
أسلحة فاسدة
وإذا بحثنا في الأسباب الحقيقية وراء هذا التحول المفاجئ، سنجد أن أبرزها الأسلحة التي كان يعتمد عليها جيسوس في الموسم الماضي، والتي أسهمت في تتويجه بلقبي الدوري والكأس ثم السوبر المحلي مطلع الموسم الحالي.
الهلال الذي لم يستقبل سوى 23 هدفا في 34 مباراة خلال الموسم الماضي، استقبل الان 28 هدفا في 23 مباراة فقط، بمعدل يزيد عن الهدف في كل مباراة.
ولك أن تتخيل أن التعاون الذي يحتل المركز العاشر في دوري روشن، استقبل 21 هدفا فقط، بفارق 7 أهداف كاملة أقل من الهلال، حامل اللقب وصاحب المركز الثاني هذا الموسم.
والواقع أن أفضلية الهلال التي حافظت له على المركز الثاني هذا الموسم حتى الان، هي هجومه الذي سجل 68 هدفا، بمعدل يقترب من 3 أهداف في كل مباراة، وهو نفس معدل الموسم الماضي، حين سجل 101 هدف في 34 مباراة.
ياسين ليس بونو
إذا كانت كلمة “بونو” تعني “جيدا” في اللغتين الإسبانية والإيطالية، فإن ياسين ليس “بونو” تماما هذا الموسم، لا سيما وإن تمت مقارنته بالموسم الماضي الذي استقبل فيه 23 هدفا في 31 مباراة شارك فيها بالدوري، وحافظ على نظافة شباكه في 15 مباراة كاملة، بنسبة نجاح تصل إلى 50%.
وهذا الموسم، استقبل الحارس المغربي 28 هدفا في 21 مباراة فقط شارك فيها بالدوري، ولم يحافظ على نظافة شباكه سوى في 5 مباريات فقط، أي في أقل من 25% منها.
وبحسب موقع “سوفا سكور”، فإن بونو كان يتصدى لمعدل هجمتين في كل مباراة خلال الموسم الماضي، ما يساوي 75% من الهجمات التي يتعرض لها، وهو المعدل الذي انخفض هذا الموسم إلى 1.5 تصدي لكل مباراة، بنسبة 53% فقط من الهجمات التي يتعرض لها.
ومنح الموقع نفسه، الحارس المغربي تقييم 6.8 من 10 درجات عن مجمل أدائه في الموسم الحالي، ليكون صاحب ثاني أسوأ تقييم بين كل لاعبي الهلال الذين خاضوا 50% على الأقل من المباريات، بعد أن كان تقييمه 6.95 في الموسم الماضي.
علي البليهي
التحول الغريب في مستوى بونو من الموسم الماضي للحالي، ليس أغرب من التحول الذي يعيشه علي البليهي هذا الموسم، والذي يعد أحد أسوأ المواسم في مسيرته الكروية.
ويحظى المدافع الدولي، بحالة سخط واسعة من قبل جماهير الهلال، حتى أنها اضطرت لإطلاق صافرات الاستهجان ضده، بسبب سوء مستواه الواضح، في ظل إصرار جيسوس على الدفع به بشكل أساسي.
موقع “سوفا سكور” اعتبر أن البليهي هو ثالث أسوأ لاعب تقييما في الهلال خلال الموسم الحالي، من الذين شاركوا في 50% من المباريات على الأقل، إذ حصل على تقييم 6.85، بعدما كان متوسط تقييمه 7 درجات في الموسم الماضي.
وبعدما لم يتسبب المدافع الدولي في أي هدف سكن شباك فريقه خلال الموسم الماضي، تحول هذا الموسم بشكل تام، وتسبب في هدفين مباشرين، وهو الرقم الأسوأ في مسيرته.
ولذا على جيسوس أن يتخلى عن أسلحته القديمة التي فسدت، حتى لا تكون سببا في موسم تاريخي سلبي ضد الهلال، بعد أن كانت سببا في موسم تاريخي لصالحه.