بالمنطق .. منتخبنا بطل كأس الخليج .. وبطل كأس العالم ! .. عبدالله الصعفاني – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

بالمنطق .. منتخبنا بطل كأس الخليج .. وبطل كأس العالم ! .. عبدالله الصعفاني

                                                             إذا سألك سائل عن منتخبنا الوطني لكرة القدم في كأس الخليج.. رُد عليه مباشرة، وقل:

* كثَّر الله خير لاعبينا.. وكتب لهم أجر الصبر على مكروه أنهم بلا دوري، ولا رعاية وإعداد.
وحتى إنْ أبلوا بلاء حسنًا وحصلوا على وعود بالتكريم، فإنها سرعان ما تذكرهم بوعود عرقوبية سابقة للاعبي فئات عمرية مختلفة ما زالوا يغنون أمامها أغاني الصبر.
* وأما بعد التحية والإشادة وتحليق طيور كأس الخليج بأرزاقها، وإسدال الستار على المنافسة الأكثر إثارة وجدلاً في منطقة الخليج واليمن والعراق، فلا بأس هنا أن أتذكَّر كتب الفلسفة والمنطق وعلم النفس التي كانت متطلبًا لشهادة الثانوية العامة في قسمها الأدبي.
* حينها كان الطلاب يندهشون أمام القاعدة المنطقية التي تقول “كل صبور حكيم، وكل “ح…..” صبور، وبالتالي: كل ح….. حكيم”.. وكله بالمنطق.
* ومساء السبت الماضي، تذكرت القاعدة المنطقية المضروبة، وشعرت بالاطمئنان لها، بل إن الزهو تملَّكني أمام تعليقات مشجعي منتخبنا على نتائج دورة خليجي 26 التي انتهت بإحراز منتخب البحرين البطولة بعد فوزه في النهائي على سلطنة عمان بهدفين قاتلين وفي دقيقتين.
* تقول القاعدة المنطقية العاطفية التي يرددها بعض عشاق المنتخب بجنون:
مادام منتخب اليمن فاز في تصفيات مجموعته على البحرين الذي فاز بكأس الخليج، فاليمن بطل الخليج هو الآخر… ومادام البحرين هزم منتخب السعودية، الذي فاز على الأرجنتين في كأس العالم، فإن فوزنا على البحرين يجعلنا أبطالاً لكأس الخليج، وأبطالاً لكأس العالم ،وكله بالمنطق.
* هذا الفهم لما حدث في دورة الكويت أوصل بعضنا درجة اقتراح مطالبة اتحاد الخليج والفيفا بإقامة مباراتين فاصلتين، الأولى بين منتخبنا ومنتخب البحرين.. والثانية مع الأرجنتين لتحديد من الأحق بكأس الخليج، ومن هو الأجدر بكأس العالم.. اليمن أم الأرجنتين..؟
* وفرحتنا بنقاط الفوز على البحرين جعلتنا نضيق بأي شخص يذكِّرنا بأننا واجهنا التشكيلة البحرينية غير الأساسية بعد أن كان البحرين تأهل للدور نصف النهائي فتجنب مدربه اللعب بنجوم الفريق الأول لمنع حدوث أي إصابة، أو بطاقات طرد وإنذار محتملة، وحتى يركزوا على مباراة الدور قبل النهائي أمام الكويت.
* وما يثار من تهويل حول ما قدمه منتخبنا الوطني بالفوز الذي جاء بعد 11 بطولة و21 سنة انتظار كشف لنا كيف أن التطبيل يجعل من الحبة قبة، بل ويذكِّر بحالة الأعمى الذي وجد إبرة ضائعة في كومة من القش.
مع ذلك لا بأس من الفرح العميق.. وصوت الغِنى ولا صوت الفقر، وصوت الفوز اليتيم أهم وأعلى من التذكير بأننا المنتخب الوحيد الذي لعب مباراته رقم 36 باحثًا عن فوزه الأول خلال أكثر من عقدين من الزمن.. وتحقق المراد والمقصود من الرب المعبود.
* ولو كان الأمر بيدي لوجهت بتسليم منتخبنا كأس فوزه الجميل على البحرين، وتسميته كأس الترضية، أو حتى كأس جبر الخواطر.. أو كأس المنتخب المثالي بعد الذي عاشه الجمهور من متواليات التهاني، وفواصل المباركة بتجاوز حاجز النقطة..!
* إنه الشعور باليتم، والإدراك لمعاني انخفاض القيمة السوقية للاعبي اليمن أمام القيمة السوقية للاعبي السعودية وقطر والإمارات والبحرين والكويت والعراق وعمان.. والرغبة في أن نتعلم من كون دورة الخليج لكرة القدم كانت السبب الأول في تطوير المنشآت والقدرات الإدارية والفنية منذ انطلاقها في البحرين العام 1970..!
* لقد فرحنا بفوزنا الأول في دورات الخليج كما لم يفرح أي منتخب، لأن دورة الخليج لكرة القدم هي دورة إعلامية بامتياز، ونتائجنا في 35 مباراة لم تعبر عن موهبة اللاعب اليمني الذي يبدع في منتخبات الناشئين، لكنه يسقط في معترك منتخبات فئة الرجال بسبب غياب الدوري المحلي وغياب الحد الأدنى من الإعداد المناسب، والفهم لكون المنتخب الجيد هو الابن الراعي للمنافسات الجيدة وهو ما لا يتوفر في اليمن.
* شكرًا للاعبينا الذي أفرحونا بكسرهم حاجز النقطة، وتحقيق أول فوز وأول ثلاث نقاط.
شكرًا لكل جهد جعلنا ننسى أزمات سياسية وأوجاعًا معيشية، ونغني مقدمة البرنامج الخليجي التعليمي الترفيهي.
افتح يا سمسم أبوابك نحن “الأبطال”.

التصنيفات: ميادين