كان بول بوجبا، اللاعب الفرنسي الذي أذهل عالم كرة القدم بموهبته الفريدة، نموذجًا للاعب وسط عصري يمتلك القوة البدنية والمهارة الفنية والرؤية الاستثنائية.
بوجبا، الذي بزغ نجمه مع يوفنتوس ثم عاد إلى مانشستر يونايتد في صفقة قياسية، كان يُتوقع أن يصبح واحدًا من أعظم لاعبي وسط الميدان في تاريخ اللعبة. ومع ذلك، فإن مسيرته تحولت إلى مسار مختلف تمامًا، مسار مليء بالإصابات، الجدل، والعقوبات.
البداية المشرقة والانهيار التدريجي
بدأ بوجبا مسيرته مع مانشستر يونايتد لكنه لم يحصل على فرص كافية، فانتقل إلى يوفنتوس في 2012 حيث تألق بشكل لافت. عاد إلى اليونايتد في 2016 بصفقة قياسية، لكنه فشل في تقديم الأداء المنتظر، ليعود مرة أخرى إلى يوفنتوس في 2022. تجربته الأخيرة كانت مخيبة بسبب الإصابات وعقوبة المنشطات، مما أدى إلى فسخ عقده بالتراضي.
فسخ العقد مع يوفنتوس
أعلن نادي يوفنتوس مؤخرًا عن فسخ عقده مع بوجبا بالتراضي، وهو خبر جاء بعد عقوبة الإيقاف المفروضة عليه بسبب انتهاكه لوائح مكافحة المنشطات. ورغم تخفيض مدة الإيقاف، مما سيسمح له بالعودة إلى الملاعب في مارس القادم، إلا أن الضرر الأكبر يبدو أنه قد حدث بالفعل. فقد خسر بوجبا ما تبقى من ثقة الأندية والجماهير، ليواجه تحديًا كبيرًا لإعادة بناء مسيرته.
سوء العقلية وتأثيرها
لا يمكن إنكار موهبة بوجبا، لكن مشكلته كانت دائمًا مرتبطة بعقليته. من الإصرار على إظهار شخصيته على حساب الأداء الجماعي، إلى التعرض المستمر للإصابات بسبب ضعف انضباطه البدني، وصولًا إلى العقوبة الأخيرة بسبب المنشطات، كلها إشارات إلى أن بوجبا لم يتمكن من إدارة نفسه كلاعب محترف.
حتى أثناء فتراته الجيدة، كان يظهر ميلًا للإثارة الإعلامية والجدل، سواء من خلال تصريحاته أو أسلوب حياته الذي يفتقر إلى الجدية في بعض الأحيان. هذه السلوكيات جعلت منه مثالًا للاعبين الذين يهدرون مواهبهم بسبب سوء إدارة مسيرتهم.
العودة المحتملة .. فرصة أم نهاية؟
مع تخفيض مدة الإيقاف، لدى بوجبا فرصة نادرة للعودة إلى الملاعب في مارس القادم. لكن السؤال الذي يطرحه الجميع: هل يمكن أن يستعيد نفسه كلاعب؟ أم أن الأضرار النفسية والمعنوية قد تكون عائقًا أمام استعادة مستواه السابق؟
الفرصة لا تزال قائمة، ولكنها تتطلب تغييرًا جذريًا في أسلوب تفكيره وإدارته لمسيرته. فالعالم يحب القصص الملهمة عن العودة من القاع، لكن بوجبا يحتاج إلى أكثر من مجرد موهبة؛ يحتاج إلى عقلية جديدة، عقلية تلهم الجماهير وتثبت أن الأخطاء ليست النهاية.
قصة بول بوجبا هي درس قاسٍ في عالم كرة القدم: الموهبة وحدها لا تكفي. اللاعب الذي كان يُنظر إليه كأيقونة لجيل جديد من لاعبي كرة القدم انتهى به المطاف كرمز لإهدار الإمكانيات. ربما تكون عودته في مارس القادم بداية جديدة، ولكنها بالتأكيد ستحتاج إلى عمل شاق وإثبات أن العقلية يمكن أن تتغير قبل فوات الأوان.