انتهى عصر المدرب الهولندي إريك تين هاج مع مانشستر يونايتد، وستبدأ حقبة جديدة في الفريق تحت قيادة المدرب البرتغالي روبرن أموريم، والآن بات على اللاعبين الإثبات أن المشكلة المتعلقة بأداء الفريق المترنح في المواسم الثلاثة الأخيرة، لا تتعلق بهم.
هناك العديد من اللاعبين الذين يتطلعون لبداية جديدة تحت قيادة أموريم، أهمهم قائد يونايتد برونو فرنانديز، الذي اعترف بعد ساعات من إقالة تين هاج، أنه لم يساعد المدرب الهولندي في أداء مهمته على أكمل وجه، بعدما قدم أداء متواضعا منذ بداية الموسم الحالي.
حاول فرنانديز كغيره من اللاعبين، ترك الأثر القوي على أداء يونايتد، بيد أن طريقة لعب المدرب الهولندي، ربما أثرت عليه قليلا، والدليل أن الدولي البرتغالي عاد إلى أفضل مستوياته في المباريات الأربع التي خاضها الفريق تحت قيادة المدرب الهولندي المؤقت رود فان نيستلروي.
ضحية التجارب
تلقى فرنانديز انتقادات عديدة على مدار الموسم الماضي، رغم إنتاجه الغزير تهديفيا منذ انتقاله إلى الفريق عام 2019، وهذه الانتقادات تتركز في الغالب على دوره القيادي في الملعب، حيث يبدو شديد التذمر ودائم الشكوى عندما لا تسير الأمور في صالحه، بيد أن مستواه الفني هو المعيار الأساسي لتقييمه.
فرنانديز من اللاعبين الذين يؤدون دور اللاعب رقم 10 بحرفية عالية، حيث يتمركز بين الجناحين ووراء المهاجم الصريح، وتناسبه خطة اللاعب 4-2-3-1 أكثر من غيرها.
منذ بداية الموسم الحالي، حاول تين هاج تجربة أمور خططية جديدة. صحيح أنه التزم بخطة 4-2-3-1، لكنه لم يستخدم الأدوات المطلوبة لتنفيذها، وكان يطلب من فرنانديز العودة أكثر للوراء من أجل المساهمة في استخلاص الكرة عند فقدانها، لا سيما أن يونايتد كان الأقل استحواذا عليها في معظم المباريات.
نضيف إلى ذلك، أن فرنانديز يحتاج لثبات في التشكيلة، وإلى لاعبي وسط يناسبون طريقة لعبه.
وخلال فترة تين هاج، أراد المدرب الهولندي من لاعبي الوسط التقدم أكثر إلى الأمام عند الاستحواذ على الكرة، من أجل استغلال المساحات التي من الممكن أن تتوفر حول وداخل منطقة الجزاء، وكان الشاب كوبي ماينو والمخضرم كريستيان إريكسن يجيدان هذا الدور، وهنا يقل تأثير فرنانديز الذي تبدو مهمته التفريغ لزملائه أكثر من تهديد المرمى.
تحول ملموس
مع فان نيستلروي، حظي فرنانديز بدعم أكبر من الثنائي كاسيميرو ومانويل أوجارتي، وهما لاعبان يميلان للالتزام بمواقعهما من أجل مساندة الخط الخلفي عند خسارة الكرة، وهنا يحصل فرنانديز على الحرية في الحركة، حيث يمكنه صناعة الألعاب والتقدم لمنطقة الجزاء، مستغلا المساحة التي يتركها المهاجم الصريح خلفه.
كما أن فرنانديز يرتاح لحقيقة أن الأدوار الهجومية باتت موزعة على الجميع، بينما كان تين هاج يميل لاستغلال الهجمات المرتدة على الجناحين، وهو ما كان يؤثر على وقت فرنانديز مع الكرة، خصوصا إذا وصلت الكرة إلى لاعبين يميلان للاختراق والتسديد، مثل ماركوس راشفورد وأليخاندرو جارناتشو.
ومنذ رحيل تين هاج، أحرز فرنانديز 4 أهداف في 4 مباريات، ومن المتوقع أن يمنحه أموريم حرية أكبر في التحرك خلال الفترة المقبلة، وألا يشركه في مواقع ليس معتادا أن يلعب فيها، كما حصل في فترة المدرب الهولندي، الذي زج بالدولي البرتغالي الموسم الماضي على الجناح، واستعان به كمهاجم وهمي بداية الموسم الحالي.