يبدأ برشلونة مشروعا رياضيا جديدا، تحت قيادة المدرب الألماني هانز فليك، الذي وقع عقدا مدته موسمين.
ويتضمن الاتفاق بين إدارة البارسا وفليك أيضا إمكانية التمديد لموسم ثالث حال تحقيق الأهداف المطلوبة على المدى القصير.
واستعان مسؤولو البارسا بالمدرسة الألمانية مجددا بعد سنوات طويلة، عقب مسيرة قصيرة للمدرب الشاب تشافي هيرنانديز، الذي رحل بعد موسمين ونصف.
وينتمي فليك لمدرسة تدريبية مختلفة نسبيا عن أبناء برشلونة السابقين، الذين تعاقبوا على تدريب الفريق في السنوات الأخيرة مثل جوارديولا وإنريكي وارنستو فالفيردي ورونالد كومان وأخيرا تشافي.
فالمدرب الألماني يميل للضغط العكسي السريع واللعب المباشر نحو مرمى المنافسين، أكثر من الاعتماد على الاستحواذ بنسب عالية، وهي مدرسة يتزعمها رالف رانجنيك مدرب النمسا، ويتبعها مدربون آخرون مثل يواكيم لوف وتوماس توخيل ويوليان ناجلسمان ويورجن كلوب.
ولمع فليك بنجاحات بارزة مع بايرن ميونخ، حيث فاز معه ببضعة ألقاب في تجربة سريعة أبرزها حصد دوري أبطال أوروبا في 2020، لكنه أخفق في قيادة منتخب ألمانيا ورحل عنه أيضا بسرعة.
فليك سيكون أمام تحد كبير لأن قوام برشلونة الحالي يرتكز على عدد كبير من اللاعبين الشباب مثل بيدري وجافي وبالدي ولامين يامال وكوبارسي وإيريك جارسيا وهيكتور فورت وكاسادو مع الوافد الجديد داني أولمو، وكذلك باو فيكتور الذي لمع في المباريات الودية استعدادا للموسم الجديد.
كما يأمل المدرب الألماني أن تساعده علاقاته القديمة مع الثنائي روبرت ليفاندوفسكي وإلكاي جوندوجان في اختصار الطريق.
ويدرك فليك أيضا أنه أمام مهمة صعبة في ظل خروج برشلونة خالي الوفاض في الموسم الماضي إضافة إلى منافسة عملاق كبير فنيا وماديا اسمه ريال مدريد.
فلورنتينو بيريز
فالفريق المدريدي يقوده فنيا المخضرم كارلو أنشيلوتي الذي حقق معه 13 بطولة في 6 مواسم، آخرها ثلاثية الدوري والسوبر المحلي ودوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي.
كما يتسلح الفريق المدريدي بكتيبة مدججة بالنجوم مثل مودريتش وكورتوا وفينيسيوس وكارفاخال ورودريجو وبيلينجهام، والوافد الجديد كيليان مبابي.
ولا تقتصر قوة الملكي داخل حدود الملعب بل تقوده عقلية فذة اقتصاديا متمثلة في رئيس النادي فلورنتينو بيريز، الذي يعد قاعدة الارتكاز الأساسية لنجاحات ريال مدريد في السنوات الأخيرة.
ولكن رغم الإرث الكبير لكل من أنشيلوتي وبيريز فإن كلاهما يعاني من عقدة تاريخية، وهي عدم النجاح في الفوز بلقب الدوري الإسباني موسمين متتاليين.
فهل يستغل فليك هذه العقدة في إعادة لقب الليجا مجددا لقلعة كامب نو، في إطار مساعيه لاستعادة شخصية البطل التي تؤهل الفريق الكتالوني للمنافسة على الألقاب الكبرى مثل دوري الأبطال الغائب عن خزائنه منذ عام 2015؟