الأولمبياد تجمع رياضي عالمي تتم إقامته كل 4 سنوات وتعود فكرة إقامته إلى العام 490 قبل الميلاد، حيث كانت تقام آنذاك- كنوع من الاحتفال بانتصار اليونانيين على الفرس في المعركة التي أنقذت أثينا من السقوط وجرت أحداثها في سهل ماراثون بالقرب من أثينا.
وقد ارتكزت فعاليات الأولمبياد في اليونان القديم على سباق الماراثون تخليدا للجندي اليوناني (فيديبيس) الذي انطلق من ساحة المعركة التي أنقذت أثنينا من السقوط وجرى مسافة 40 كيلومتر دون توقف من سهل ماراثون إلى أثينا ليخبر أهلها بالانتصار في المعركة.. وعند وصول الجندي (فيديبيس) وقف أمام الملك وقال كلمة واحدة “انتصرنا” وسقط ميتاً من شدة الإرهاق والتعب.
وقد استمرت إقامة الفعاليات الأولمبية التي كانت عبارة عن مزيج من مهرجانات دينية لأكثر من سبعة قرون قبل أن تتوقف أوائل القرن الرابع الميلادي، إلى أن تم إحيائها أواخر القرن التاسع عشر فيما يعرف اليوم بالألعاب الأولمبية الحديثة التي انطلقت عام 1896 في أثينا باليونان التي استضافت أول ألعاب أولمبية في العصر الحديث.
الألعاب الأولمبية القديمة
كانت الألعاب الأولمبية القديمة عبارة عن مزيج من مهرجانات دينية ورياضية تقام كل أربع سنوات في حرم زيوس في أولمبيا باليونان، وكانت المنافسة تتم بين ممثلي العديد من دول المدن وممالك اليونان القديمة.
وقد مثلت ألعاب القوى المنافسات الرياضية الرئيسية في برنامج دورات الألعاب الأولمبية قديما والتي كانت تتضمن أحداث الجري، الخماسي (القفز، رمي القرص، رمي الرمح، الجري، والمصارعة)، وايضا الملاكمة، المصارعة، بانكراتيو، بالإضافة إلى مسابقات الخيل وأحداث سباق العربات.
السلام الأولمبي
ما يثير الاعجاب يتمثل فيما كان يرافق إقامة الدورات الأولمبية من سلام حيث كان يتم قديما تأجيل جميع النزاعات ووقف الأعمال القتالية بين ممالك المدن المشاركة حتى انتهاء الألعاب، وعُرف هذا النوع من السلام بالسلام الأولمبي أو الهدنة الأولمبية والذي لا نجده اليوم عند إقامة الألعاب الأولمبية الحديثة.
غموض وأساطير
يكتنف أصل الألعاب الأولمبية الغموض والأساطير وأكثر تلك الأساطير شيوعًا اسطورة هرقل (هيراكليس) ووالده زيوس والتي تعتبر أنهما مؤسسي الألعاب الأولمبية، ووفقًا للأسطورة، فقد كان هيراكليس أول من أطلق على الألعاب تسمية «الأولمبية»، وأرسى تقليد عقدها كل أربع سنوات. وتستمر الأسطورة بسرد الأحداث بأنه بعد أن أكمل هيراكليس أعماله الإثني عشر، قام ببناء الملعب الأولمبي تكريما لزيوس. وبعد الانتهاء من بنائه قام بالسير بخط مستقيم لمسافة 200 خطوة، وأطلق على هذه المسافة (ستاديون)» والتي أصبحت فيما بعد وحدة قياس للمسافة.