يبدو أن كريم بنزيما، قائد اتحاد جدة، قد وضع نفسه بيده في مشكلة جديدة، ربما تؤثر على مستواه مع الفريق في الموسم الجديد.
ويعول اتحاد جدة على خبرة بنزيما للعودة إلى منصات التتويج، بعد موسم كارثي خسر فيه الفريق كل شيء، بينما لم يقدم الفرنسي ما كان متوقعًا منه.
لكن المؤشرات الأولية هذا الصيف لا تبشر بالخير، حيث عانى بنزيما من سوء حظ في المباريات الودية التي خاضها “العميد”.
في المقابل، بدأت أسهم مواطنه موسى ديابي، الوافد الجديد للفريق، ترتفع لدى الجماهير على منصات التواصل الاجتماعي، بعد تألقه في الوديات، ما يهدد شعبية القائد.
شعبية ديابي
خطف ديابي، القادم من الدوري الإنجليزي الممتاز، الأضواء قبل حتى أن يبدأ موسم اتحاد جدة، إذ قدم أوراق اعتماده للجماهير.
ففي وقت ظهر بنزيما بوجه شاحب في المباريات الودية الخمس التي لعبها مع العميد في معسكريه بإسبانيا وإيطاليا، نجح ديابي في إظهار قدراته.
وساهم ديابي في 4 أهداف في المباريات الأربع الودية التي خاضها، حيث سجل 3 أهداف، منها ثنائية في شباك العملاق إنتر ميلان، كما صنع بنفسه هدف بنزيما الوحيد في الفترة التحضيرية.
وتواصلت مشكلة بنزيما في إهدار الفرص السهلة وركلات الجزاء، وهي الأزمة التي عانى منها الموسم الماضي، وتسببت في غضب جماهيري كبير.
لكن ما علاقة تألق ديابي باحتمالية تأثر مستوى بنزيما في الموسم الجديد؟ هذا السؤال تجيب عنه التجارب السابقة لصاحب الكرة الذهبية عام 2022.
ويقدم بنزيما أداءً ضعيفًا كلما لعب بجوار نجم متوهج يسرق منه الأنظار، ويبدو أن المهاجم الفرنسي يريد الانفراد بمكانة “النجم الأول” كي ينفجر تهديفيًا، كما كان الحال في آخر 5 مواسم مع ريال مدريد، وتحديدًا منذ رحيل كريستيانو رونالدو.
المثير أن بنزيما هو من طلب مِن إدارة اتحاد جدة، التعاقد مع ديابي بالذات، إذ كان أحد اللاعبين في قائمة المطلوبين، إلى جانب حسام عوار، الذي انضم هو الآخر، ونبيل فقير نجم ريال بيتيس.
الإطاحة بحمد الله
وبالعودة إلى الموسم الماضي، فإن بنزيما ظهر بمستوى أقل مما اعتاد عليه مع ريال مدريد، بعدما نجح شريكه المغربي عبد الرزاق حمد الله في خطف البساط من تحت قدميه.
وخاض بنزيما مع الاتحاد 33 مباراة في 6 بطولات الموسم الماضي، إذ غاب عن عدة مباريات مهمة للإصابة، واكتفى بتسجيل 16 هدفًا، مع 8 تمريرات حاسمة.
في المقابل، لعب حمد الله 41 مباراة، ساهم خلالها في 35 هدفًا (سجل 30 وصنع 5)، وكان بينها أهداف حاسمة في أوقات قاتلة.
ورغم تفوق حمد الله، إلا أن إدارة الاتحاد اختارت التضحية بالمهاجم المغربي، بدعوى عدم تأقلم الثنائي معًا في خط الهجوم، وكي تفسح المجال لتألق بنزيما منفردًا في مركز رأس الحربة.
نقطة تحول
قبل انتقال بنزيما للدوري السعودي، فإن تجربته الطويلة مع ريال مدريد تثبت نفس النظرية، حيث شكّل رحيل رونالدو في 2018 نقطة تحول كبرى في مسيرة المهاجم الفرنسي.
المتابع لمباريات الميرينجي في عهد رونالدو (من 2009 حتى 2018) يدرك جيدًا أن “الدون” كان النجم الأوحد للفريق في تلك الفترة، بينما عانى بنزيما من انتقادات جماهيرية وإعلامية قاسية بسبب إهدار الفرص، وصلت إلى حد المطالبة برحيله في أكثر من مناسبة.
لكن بعد رحيل رونالدو، وجد بنزيما مساحة أكبر لتحقيق أرقام هجومية خرافية، عوّضت جماهير الملكي عن فقدان الهدّاف التاريخي، وأعادت الفريق إلى منصة دوري أبطال أوروبا مجددًا (موسم 2021-2022).
وتؤكد أرقام المهاجم الفرنسي مع ريال مدريد أنه تخلص من “ظل رونالدو”، ليتصدر المشهد من بعده سواء في الدوري الإسباني، أو على المستوى القاري.
وتكفي الإشارة إلى أن آخر مواسم بنزيما بجوار رونالدو (2017-2018) شهد تسجيل الفرنسي 12 هدفًا فقط في 47 مباراة بكل البطولات، بمعدل 0.25 هدف في المباراة الواحدة.
أما رونالدو فسجل في نفس الموسم 44 هدفًا في 44 مباراة، بمعدل هدف في كل مباراة، ليقود الفريق للقب دوري الأبطال الثالث على التوالي وقتها بحصيلة تهديفية قياسية (15 هدفًا).
بينما سجل بنزيما 30 هدفًا في 53 مباراة في أول مواسمه بعد رحيل رونالدو (2018-2019)، بمعدل 0.56 هدف في المباراة، أي أن معدله زاد بأكثر من الضِعف.