نال آرسنال حظه من سمة العصر الآن في كرة القدم العالمية، وهي الانفجار المبكر للاعبين، بعد أن منحه القدر موهبة لا تقل تألقا عن الإسباني لامين يامال والهداف النرويجي إيرلينج هالاند والبرازيلي الواعد إندريك.
إنه شيدو أوبي، أو “فيكتور أوسيمين الجديد”، الاسم الذي جعل الجميع في آرسنال يتفاءل بمستقبل باهر للجانزر خلال السنوات المقبلة.
نجم واعد
اسمه الحقيقي شيدوزي أوبي-مارتن من مواليد 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2007، لكنه اشتهر باسم شيدو أوبي، ويحمل الجنسية الدنماركية والنيجيرية، ويجيد في مركز المهاجم الصريح، ويلعب حاليا مع فرق الشباب في آرسنال.
ولد أوبي في جلوستروب، إحدى ضواحي كوبنهاجن، لأم دنماركية وأب نيجيري، وبدأ مسيرته هناك مع فريق محلي يدعى كي بي، قبل الانتقال إلى إنجلترا عندما كان طفلا، وانضم إلى أكاديمية آرسنال في سن الـ14.
وتقدم شيدو سريعا في فرق الشباب بالنادي اللندني، وأثبت نفسه كمهاجم لا يتوقف عن معانقة الشباك، وتم تصعيده إلى فريق تحت 18 عامًا، بينما عمره كان ما يزال 15 عاما.
وفي أول مشاركة له مع آرسنال تحت 18 عامًا، سجل 3 أهداف خلال الفوز 4-0 ضد ساوثهامبتون في 23 سبتمبر/ أيلول 2023، ما جعل وسائل الإعلام الدنماركية تقارنه بالمهاجم الدولي النيجيري فيكتور أوسيمين، بسبب براعته في إحراز الأهداف والتشابه بينهما في الأصول النيجيرية.
سطوع عالمي
في الشهر التالي، أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ظهر شيدو أوبي لأول مرة مع فريق آرسنال تحت 21 عامًا، وهو ما يزال عمره 15 عاما.
واستمر صعوده السريع في آرسنال في أوائل نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، عندما استدعاه ميكيل أرتيتا، مدرب الفريق الأول للجانرز، للانضمام إلى التدريبات إلى جانب نجوم المدفعجية.
وتصدر أوبي عناوين الصحف العالمية في ذلك اليوم، عندما سجل 10 أهداف في فوز آرسنال على العملاق ليفربول بنتيجة 14-3، عندما كان يشارك مع فريق تحت 16 عامًا.
وفي 27 أبريل/ نيسان 2024، عاد شيدو أوبي ليتصدر العناوين مرة أخرى، عندما سجل 7 أهداف لشباب آرسنال خلال الفوز 9-0 على نورويتش سيتي، ما رفع رصيده إلى 24 هدفًا في آخر 7 مباريات له مع فريق تحت 18 عامًا في آرسنال.
تجربة يامال
ربما ينتقل تألقه أيضا إلى الصعيد الدولي ليكرر ما فعله لامين يامال مع المنتخب الإسباني، فبعد أشهر قليلة من ظهوره الأول مع برشلونة انضم إلى صفوف الماتادور، وأصبح أحد العناصر التي أعادت كأس اليورو إلى الأراضي الإسبانية في نسخة 2024.
ولم يكن رهان تشافي هيرنانديز، المدرب السابق لبرشلونة، على يامال يتعلق بحجم جسمه أو عمره، لكنه رأى فقط الموهبة المتفجرة للاعب صاحب الأصول المغربي، لذلك قرر منحه فرصة على حساب لاعبين مميزين في الفريق الكتالوني، مثلا: رافينيا وفيران توريس.
ورد يامال الجميل لمدربه بالعمل البدني والتطور المذهل على مستوى الجسد لنشاهده يقارع أقوى المدافعين في أوروبا خلال نسخة اليورو الأخيرة، بل ويرشحه الكثيرون مستقبلا لحصد الكرة الذهبية ومنافسة كيليان مبابي على قمة الكرة العالمية.
وكما شهدت الأيام الأولى ليامال مع المنتخب الإسباني ومحاولات الاتحاد المغربي في استقطابه كما هو الحال مع عدد من أسود الأطلس، ربما تشتعل الحرب على الفوز بجهود شيدو أوبي.
صراع مرتقب
لا شك أن مع مواصلة تألق شيدو أوبي على مستوى الشباب، سيتسبب في اندلاع صراعا على المستوى الدولي قريبا بشأن المنتخب الذي سيمثله عندنا يكون مؤهلا للعب في الفريق الأول.
ويستطيع شيدو أوبي تمثيل الدنمارك وإنجلترا ونيجيريا على المستوى الدولي، حيث شارك في 5 مباريات في أواخر 2022 مع الدنمارك تحت 16 عامًا، قبل أن يغير ولاءه لإنجلترا ويمثلهم في مباراتين على مستوى تحت 16 عامًا في فبراير/ شباط 2023.
ومع ذلك، في أبريل/ نيسان من نفس العام، عاد شيدو أوبي إلى منتخب الدنمارك تحت 16 عامًا، وسجل هدفين في 3 مباريات.
وبسبب الأداء المميز لشيدو أوبي وغزارته التهديفية حصل الشاب صاحب الأصول الإفريقية على استدعاءً إلى منتخب الدنمارك تحت 17 عامًا، وبدأ مشوار التصفيات لبطولة أوروبا تحت 17 عامًا لعام 2024 بتسجيل هدفين في أول 3 مباريات له.
ما حققه شيدو أوبي وما يزال يحققه حتى الآن يذكرنا بالبدايات المبكرة للدبابة النرويجية إيرلينج هالاند، عندما أحرز 9 أهداف مع منتخب بلاده في مباراة واحدة، خلال فوز ضخم وتاريخي على هندوراس 12-0 في كأس العالم للشباب تحت 20 عامًا، والتي أقيمت في بولندا عام 2019، لذلك فإن الصراع عليه سيكون محتدما.