بدأ رحلته من المقابر، ولمع تحت أنظار بيليه، وطرق أبواب المجد في ريال مدريد، وانتظر الجميع أسطورة جديدة، لكنها ضاعت ويبحث عنها الإنتربول حاليا!
في 25 يناير/كانون الثاني 1984، كانت البرازيل على موعد مع ميلاد روبسون دوسوزا، ابن “عامل المجاري” و”خادمة المنازل”، الذي سيصبح فيما بعد “روبينيو”.
“أفضل مكان للعب الكرة هو ساحة المقابر، حيث أمضيت أياما أركلها رفقة الأصدقاء”، هكذا بدأ روبينيو رحلته مع الساحرة المستديرة، حتى التقطه كشافو سانتوس عام 1996.
تدرج ابن مدينة ساو فنسنت الفقيرة في الفئات السنية، تحت إشراف الأسطورة بيليه، الذي كان منبهرا به وتنبأ له بمستقبل باهر: “هذا الفتى سيصبح لاعبًا كبيرًا”.
“بيليه الجديد”
صُعّد روبينيو إلى الفريق الأول عام 2002، وساهم في تحقيق سانتوس لقب الدوري البرازيلي في موسمه الأول بعد غياب 33 عاما، ثم واصل التألق ومنح ناديه الدوري الثاني في 2004، ما جذب أنظار العالم نحو “بيليه الجديد”، الذي سجل 81 هدفا في 180 مباراة.
انضم صاحب الـ21 عاما إلى ريال مدريد في صيف 2005، مقابل 24 مليون يورو، وحصل على الرقم 10، خلفا للويس فيجو، وقال فلورنتينو بيريز رئيس الملكي في حفل التقديم، إنه”أحد أعظم لاعبي كرة القدم في العالم”.
بدا مستوى الشاب البرازيلي متذبذبا مع ريال مدريد، وكانت علاقته متوترة مع المدرب الإيطالي فابيو كابيلو، الذي قال إن روبينيو “لا يتناسب مع أسلوبه الكروي في اللعب”.
وفي الموسم التالي، تواصلت المشاكل مع المدرب شوستر الذي ادعى أن اللاعب “غير منضبط في التدريبات والمباريات”، في وقت ذكرت تقارير أنه وزملاءه في المنتخب أمضوا سهرة حمراء بأحد كازينوهات ريو دي جانيرو، قبل أن يُتهم بحضور تدريبات الريال وهو مخمور!
رغم كل هذا، كان روبينيو ثالث هدافي الميرنجي بعد راؤول جونزاليس ورود فان نيستلروي، وثاني أكثر اللاعبين تقديما للتمريرات الحاسمة بعد جوتي، علما بأنه شارك في 135 مباراة بجميع المسابقات، سجل خلالها 35 هدفا وتوج بالدوري الإسباني عامي 2007 و2008، وحصد لقب كوبا أمريكا 2007 مع البرازيل، وجائزة الهداف.
رفض روبينيو الدخول في صفقة تبادلية مع كريستيانو رونالدو، نجم مانشستر يونايتد، وقرر الانتقال إلى مانشستر سيتي في 2008، مقابل 42 مليون يورو، وتوهج في أول مواسمه، إذ سجل 15 هدفا وصنع 12، قبل أن تسقطه الإصابة.
بدأت مسيرة روبينيو تتراجع، حيث انتقل إلى سانتوس على سبيل الإعارة، ومنه إلى ميلان، قبل أن يعود مجددًا إلى سانتوس، ومنه إلى جوانزو الصيني وأتلتيكو مينيرو ثم سيفاس سبور التركي، وأخيرا إسطنبول باشاك شهير في 2020.
حاول روبينيو العودة إلى سانتوس من جديد، لكن صدور حكم قضائي بسجنه في قضية اغتصاب، أجبر النادي على فسخ التعاقد، ليعلق اللاعب حذاءه عن عمر 36 عاما.
مطلوب من الإنتربول
يبدو أن حياة الصخب لم تدمر مشروع “بيليه الجديد” فقط، وإنما ما زالت تلاحقه لعنتها حتى بعد الاعتزال..
ففي يناير/كانون الثاني 2022، أصدرت المحكمة العليا في إيطاليا حكما نهائيا بسجن روبينيو 9 سنوات، لاغتصابه شابة ألبانية تحتفل بعيد ميلادها في ملهى ليلي بميلانو عام 2013، عندما كان لاعبا في ميلان.
وأوضحت صحيفة “كورييري ديللا سيرا” أن روبينيو و5 من أصدقائه جعلوا الفتاة تشرب حتى “فقدت وعيها وباتت غير قادرة على المقاومة”، ثم أقاموا معها “علاقات جنسية بالتناوب ولمرات عدة”.
وأصدرت إيطاليا مذكرة توقيف دولية بحق روبينيو، وطلبت من الشرطة الدولية “الإنتربول” تفعيل الاعتقال، إلا أن البرازيل لم تسلمه، فيما قال وزير العدل إنه “يمكن تنفيذ العقوبة في الداخل”.
وقررت المحكمة العليا في البرازيل المضي قدما في القضية، بعدما تخلى روبينيو عن جواز سفره للسلطات في مارس/آذار الماضي، وسوف تقرر غدا الأربعاء، ما إذا كان يتعين على الحكومة الإيطالية ترجمة القضية بالكامل إلى اللغة البرتغالية، ثم إرسالها للسلطات البرازيلية، من أجل مزيد من التحليل بناء على طلب محامي اللاعب، قبل اتخاذ القرار النهائي.