بداية المقارنة بين أنديتنا ومثيلاتها بالعالم ظلم لأنديتنا وطموح مستحيل أن يتحقق والفارق بين الحالتين بونا شاسعا وهوة كبيرة وعميقة جدا جدا جدا، اليوم وخلال استراحة الأندية وبعد مشوار ومارثون طويل من المنافسات في الدوريات والبطولات ،تتحدث كل أندية العالم خلال موسم الصيف واختتام الدوريات فيها إلى عملية التعاقدات والتنقلات للاعبين بين الأندية ضمن صفقات شراء أو غيرها أو ضم لاعبين شباب وناشئين تم اكتشافهم من قبل كشافين أو عبر أكاديميات ..الخ، هذا الأمر يحدث في كل بلدان العالم إلا في بلادنا للأسف الشديد، فالرياضة والأندية والاتحادات تعيش الموت السريري.
واقع الأندية واللاعبين اليمنيين والرياضة عموما تعيش خارج السرب وبعيدا عن واقع الرياضة في العالم ولو بأدنى الإمكانيات، هذا الواقع المدمر حقيقة سوف يقضي على الرياضة تماما، واقع مزري يتربص بمستقبل اليمن رياضيا بالرغم من أن غالبية الأندية الرياضية اليمنية يترأس مجالسها وعضويتها كبار التجار في البلد ومع ذلك تعمل هذه الأندية ورؤوساء ها بالعقلية القديمة أن تنتظر المساعدات المالية المعتمدة من قبل الدولة واتحاد كرة القدم ولم تخرج من هذا الواقع الذي لا يعمل به في أي نادي في العالم ولذلك لا ولن تشهد الرياضة اليمنية أي تطور أو انفراجة حتى وإن رجع الوضع لما قبل الحرب أو إنتهت الأزمة ،الحالة هي هي ولا فرق بين الماضي والحاضر .
لم تطور الأندية الرياضية اليمنية نفسها مطلقا حتى الأكاديميات والمدارس الرياضية ليس في حسابات هذه الأندية ورؤساءها، لا يوجد مع الأندية الرياضية أي صالات رياضية تليق بالرياضة وتساعد في بناء لاعبين رياضيين تمكنهم من تقديم مستويات رياضية ولو ربع ما يقدمه أي لاعب فنيا ورياضيا ومهارات في بلاد الله.
وبعيدا عن وضع البلاد ،لا شك أن هناك عدة عوامل يجب أن تتوافر من أجل النجاح واستغلال المواهب اليمنية كون اللاعب اليمني رياضي ومبدع بالفطرة واستغلال الناشئين والشباب استغلالاً علمياً ناجحاً نابعاً من محبتهم ورغبتهم وقدراتهم ومواهبهم تجاه أي لعبة لرأينا أندية ومنتخبات تحسب لها ألف حساب لا ينظر لنا بالمنتخبات السهلة والأندية التي تقييمها أقل من مستوى الدرجة الثالثة .
لا أنكر أن بعض أنديتنا نجحت في إعداد لاعبين مميزين خلال الفترات الماضية، ولكنه كان نجاحاً قصيراً لاختلاف الإدارات المتتالية ونتيجة للإستقرار التي كانت تعيشه البلاد والأندية ومع ذلك لم يرقِ إلى المستوى المطلوب ثم إنهار هذا المستوى لأن السبب يعود لطريقة تفكير قيادة تلك الأندية والمسؤولين على الرياضة وغياب الرؤية والدراسة لمشاكل الرياضة والعوائق التي تحول دون تطور الرياضة واللاعب اليمني.
كما أن من الأسباب الهامة في تذذب مستوى اللاعبين ومستوى الرياضة عموما يكمن بشكل واضح وجلي في تدحرج ثبات اللاعب وغياب وتشجيع النادي للاعب في خلق انتماء تجاه ناديه واللعبة، بالإضافة إلى عدم وجود إدارة مكتملة وناضجة وقادرة على ضم اللاعبين المتميزين وصقلهم والإهتمام بهم وخاصة الناشئين والشباب ومعاملته معاملة بأنه لاعب موهوب ذو مستقبل واعد.
كما لا ننسى غياب الجانب الفني مثلا نوادي العالم تتعاقد وتشتري وتبيع لاعبين خلال فصلي الصيف والشتاء وتكتشف لاعبين جدد وتعلن عن ضمهم إلا في بلادنا لم نسمع أي وضع للأندية أو اللاعبين أو حتى بيع لاعب من الموهبين في فئات الناشئين أو الشباب للأندية في المنطقة العربية على الأقل،
كما أن النجاح لن يكتب للأندية إلا عندما تطور قيادة هذه الأندية فكرها ورؤيتها الغابرة والمعمول بها حاليا وتكون البداية في اختيار النادي للمدرب الذي يتمتع بخبرة كافية في تدريب اللاعبين الكبار والشباب و الناشئين، حيث إنه لا يمكن لأي مدرب أن ينجح في مهمة تدريب اللاعبين في مثل هكذا واقع تعيشه الأندية والرياضة عموما وتصلب القائمين عليها بالفكر والعقلية التقليدية التي عفى عليها الزمن ،وهذا يعني أنه لابد أن يكون اللاعب المحترف في دورينا لاعباً مميزاً كي يعطي للنادي والمشاركات والمسابقة للمنتخب من خبرات المحترفين على قدر ما يأخذ من المدرب وذهنية القيادة الرياضية المختصة المواكبة لما يجري لهذه اللعبة دوليا و إقليميا ،وكما يقول المثل اليمني ” يا فهيمه اعتبري من جارتيك “..
وللحديث بقية حول
هذا الموضوع مستقبلا.