فينيسيوس..الظالم والمظلوم! .. د.محمد مطاوع – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

فينيسيوس..الظالم والمظلوم! .. د.محمد مطاوع

تحول الأمر مع لاعب ريال مدريد فينيسيوس جونيور إلى ما يشبه الثأر الشخصي، بين كل جمهور يحل النجم البرازيلي ضيفا عليه بقميص الميرينجي، وبين اللاعب أسمر البشرة، جميل الأداء.

من غير المعقول أن يواجه لاعب واحد بذات الظريقة من جماهير عدة أندية، دون وجود هدف أو غاية، فالأمر تجاوز حدوده في كل مباراة، والشتائم تنطلق على مدرجات معظم الملاعب التي خاض فيها هذا الشاب المباريات مع فريقه، على أرض الأندية الأخرى.

الغريب في الأمر أن الدوري الإسباني متخم بالنجوم الوافدين من مختلف قارات العالم، سواء أكانت بشرتهم غامقة أو شعرهم ناعم، ومنهم رفقاء لفينيسيوس نفسه في ريال مدريد مثل مواطنيه ميليتاو ورودريجو، وزميلاه روديجر وألابا، ولم يصدر تجاه أي منهم هتافات عدائية أو تصرفات تدل على معاملتهم بشكل عنصري.

باعتقادي أن هناك مسؤولية ما يتحملها اللاعب نفسه وناديه في طريقة التصدي لمثل هذه التصرفات المرفوضة جملة وتفصيلا في كل من يهاجم أي شخص على هذا الكوكب بناء على خلفية عنصرية أو طائفية أو تمييز بالشكل أو اللون.

في البداية ظهرت رقصة فينيسيوس الشهيرة التي تسببت في مشكلات كبيرة مع عدد من اللاعبين المنافسين على أرض الملعب، والجماهير في المدرجات، حتى أن جمهور أتلتيكو مدريد نصب العداء للاعب الشاب وهدده في حال قام بالرقص، وعلق دمية له على أحد معالم العاصمة الإسبانية كتشبيه لعقوبة الإعدام شنقا، وعندما سئل مدرب الريال أنشيلوتي عن الأمر قال في تصريح سابق منذ ما يقارب 8 أشهر (لست والده ولا شقيقه..يمارس كرة القدم بفرح يمتلكه).

يغلب الظن على أن هذه الشرارة التي أطلقت العنان لفينيسوس للتمادي في رقصته، التي شبهها أحد وكلاء اللاعبين بـ (رقصة القرود) وهو ما أثار استياء عارما في البرازيل ومعه كل إنسان عاقل على وجه الأرض، لكن للأسف تحول الأمر لدى النجم البرازيلي الشاب كنوع من الثأر، يمارسه في كل مرة يسجل هدفا، فيذهب قرب الجماهير ويرقص بشكل مستفز للاعبي الخصم وجماهير الفريق الآخر، بل وتطور الأمر خلال كأس العالم الماضي، بأن يصر الفريق البرازيلي بأكمله مشاركة فينيسيوس الرقص بعد كل هدف يسجله الفريق، ودخل معهم في المرة الأخيرة المدرب السابق تيتي.

يبدو أن قلة خبرة فينيسيوس وعمره الصغير لم يسعفه في التعامل بحكمة مع استفزازات الجماهير واللاعبين على حد سواء لإخراجه من التركيز على كرة القدم، وتشتيته في معارك جانبية وخروجه عن السيطرة، بشكل أضر بالفريق ككل، حيث لم نشاهد ذلك التدخل من قائد الفريق بنزيما ولاعبيه الكبار ومن خلفهم المدرب أنشيلوتي لإيقاف هذا الأمر قبل استفحاله، وترك اللاعب الصغير يقاتل لوحده في ميدان تحول كل ما فيه (لوحوش) تنهش في كرامته.

تكرر ذات الأمر مع نجوم آخرين، وشاهدنا كيف كان الرد الذي أسكت المدرجات وحول الصرخات والهتافات العنصرية إلى تصفيق وتشجيع، وهو ما حدث مع النجم البرازيلي داني ألفيس الذي تناول موزة ألقيت عليه لتشبيهه بالقرود، فقام بتقشيرها وأكلها، ومثله في إنجلترا تناول النجم الألماني ذو الأصول التركية مسعود أوزيل قطعة خبز ألقيت عليه من المدرجات فقبلها ووضعها على رأسه، فتحول الهجوم الكبير..إلى تقدير أكبر، كذلك تصرف روبيرتو كارلوس بشكل حكيم عندما تعرض لحملة عنصرية قاسية، وألقيت عليه قشور الموسم لكنه رد على ذلك بكلمتين: لست سعيدا، وغيرها الكثير من الأمثلة.

فينيسيوس بحاجة لتوجيه وعلاج نفسي أكثر من ردات فعل على تصرفاته، فنادي ريال مدريد كمؤسسة كبيرة تضع التاج الملكي على قمة شعارها، لا يجوز أن تترك للاعب العنان في تصريحاته ووصفه لإسبانيا بأسرها بأنها دولة عنصرية، وإلحاق الضرر بسمعة الليجا الإسبانية ونعتها بأنها تشجع على العنصرية، فلاعب بهذا الحجم وهذه الجماهيرية كان لا بد من كبح جماح غضبه، والسيطرة على تصرفاته وتصريحاته، وتولي النادي بنفسه الدفاع عن حقوقه، ومقاضاة كل من يثبت عليه جرم العنصرية، بدلا من جعله يغرق في وحل التصريحات وينقل عدائه من أرض الملعب والمدرجات، إلى رابطة الليجا، وأعتقد سيتطور الأمر إلى إسبانيا بأسرها.

التصنيفات: ميادين