المونديال والكرة السورية .. عبد الباسط نجار – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

المونديال والكرة السورية .. عبد الباسط نجار

قبل عشرة سنوات تقريباً أكد فجر ابراهيم المدير الفني للمنتخب السوري آنذاك، بأن منتخب نسور قاسيون يحتاج لخمسين عاماً للفوز على منتخب اليابان، فقامت الدنيا عليه بهجوم شرس لأن قزم الكرة السورية، وهي التي كانت تسير بخطوات واثقة نحو التطور، وبعد أداء ونتائج ومفاجآت المنتخب الياباني في مونديال قطر، أعتقد بان فجر ابراهيم أخطأ ولم يقدر الفترة الزمنية التي يحتاجها المنتخب السوري للفوز على نظيره الياباني، ضمن الظروف الحالية، وبعد الحرب بالبلاد التي دمرت البشر والحجر والشجر، فإن المنتخب السوري سيحتاج لأكثر من خمسين عام حتى يقارع المنتخب الياباني الذي قدم اداء كبير وملفت وحقق انجازات على صعيد النتائج، ليؤكد بأنه في طابق وحيد على مستوى القارة الآسيوية، وهو يطمح ويخطط لمواصلة مشواره نحو الأدوار المتقدمة.

الكرة السورية تراجعت كثيراً في السنوات الأخيرة، لعدم توفر المقومات المالية واللوجيستية والفنية والادارية وابتعاد الشركة الخاصة عن رعاية الأندية، التي تعاني من أزمات كبيرة، فيما الدوري المحلي يتقهقر ويتوقف بسبب معسكرات محلية للمنتخب الأول، الذي ابعد نجومه كالسومة وخريبين وأحمد الصالح وعبد الله الشامي وعدد من المحترفين في اوروبا بحجة التجديد وبناء منتخب حديث العهد وبإدارة جهاز فني محلي فشل في السنوات الأخيرة مع العديد من الفرق العربية، ولذلك علينا عدم انتظار نتائج جيدة لنسور قاسيون في الوديات المقبلة، فيما دوري الفئات العمرية متوقف، ودعم اتحاد الكرة للأندية معدوم، والاتحاد الرياضي العام، متفرج، ومجالس الأندية تتهرب من لاعبيها واجهزتها الفنية بسبب عدم دفع المستحقات المالية المتراكمة منذ اشهر، بدورها لجنة الحكام الرئيسية تنتظر اجهزة التواصل الموعود بها منذ سنوات، وبين هذا وذاك تعيش الكرة السورية بصراع البقاء ضمن ظروف صعبة للغاية.

الكثير من النقاد طالب الجماهير بعدم متابعة مباريات الدوري المحلي، بعد نهاية منافسات مونديال قطر، لفارق المستوى والملاعب والأداء التحكيمي فالدوري المحلي بات مقرف للغاية من حيث سوء الملاعب والاخطاء القاتلة للحكام والتهديد المستمر من اللاعبين بالرحيل وفسخ العقود لعدم التزام الاندية بدفع المستحقات المتراكمة، فيما مسلسل اقالة المدربين مستمر، وسط غياب لأي تخطيط او استراتيجية محددة من اتحاد الكرة ليكون الواقع والمستقبل افضل، والمضحك ان أكثر من نصف اعضاء اتحاد الكرة، هم ممثلي لأندية القسم الثاني من الدوري، وقد فشلوا مع انديتهم وهم من يقودون الكرة السورية ، نحو الهاوية، وسط هجرة متوقعة لعدد كبير من اللاعبين الشباب، بعدم تعمد اهمالهم وتهميشهم وعدم منحهم الفرصة الكافية للعب مع الفريق الأول ليكون مقعدهم على دكة البدلاء.

الكرة السورية لن تعرف النهوض بغياب الخبرات الادارية والفنية التي تتألق وتبدع وتقنع في دول الخليج العربي، وبغياب الدعم المالي من الاتحاد الرياضي العام، وبغياب الدعم والرعاية المباشرة من الشركات الخاصة، التي يجب ان تتجه للاعلان عبر الاندية الكبيرة والشهيرة.

التصنيفات: ميادين