ليست هناك فى حياتنا حكاية واحدة لها عنوان واحد.. إنما يختار كل منا لأى حكاية العنوان الذى يراه ويناسبه ويهواه.. فنحن غالبا لا نرى الشخوص والأشياء كما هى، لكننا نراهم ونراها بمشاعرنا وأفكارنا وأحكامنا المسبقة.. ولهذا ستختلف عناوين حكاية محمد صلاح الحالية مع ليفربول.. ستختلف عناوين الذين يحبونه عن عناوين الذين يكرهونه أو يغارون منه أو يزعجهم ويغضبهم كل هذا الذى حققه محمد صلاح من نجاح وشهرة عالمية.. وسيسهل اكتشاف كل هذه العناوين الكثيرة والمتناقضة بمتابعة تعليقات جماهير ليفربول وأهل الكرة الإنجليزية على أخبار وتقارير محمد صلاح فى مبارياته الأخيرة.
وقبل أن يبدأ محمد صلاح هذه المباراة أود أن أقول له إن الكبار فقط هم الذين تكبر أخطاؤهم أو إخفاقاتهم.. أما الصغار فلا أحد يلتفت إليهم مهما تعثروا وسقطوا.. وأقول له إن أى جملة غضب أو سخرية فى المسافة من لندن إلى بكين ومن موسكو إلى جوهانسبرج ومن نيويورك إلى طهران.. هى فى حد ذاتها دليل على المكانة التى بلغها واستحقها المصرى محمد صلاح.. وسأشاهد هذه المباراة فى المدرجات وسط الجماهير التى تحب صلاح ولاتزال تراهن عليه.. وسيكون صوتنا أعلى من الجماهير الكارهة له والرافضة لكل نجاحاته.. وأثق أن محمد صلاح الذى نعرفه هو الذى سينتصر فى نهاية تلك المباراة على صلاح الآخر الذى لا نعرفه.. لأنها ليست أول مباراة من نوعها فى حياة ابن قرية نجريج أو لاعب المقاولون الذى رفضه تشيلسى ثم انتصر فى النهاية على الجميع.
نقلا عن جريدة المصري اليوم