العرس العربى .. محمود غلاب – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

العرس العربى .. محمود غلاب

انتهى العرس العربى على كأس العرب الذى نظمته دولة قطر، وإذا كان محاربو الصحراء وهو اسم على مسمى لعبًا ونتيجة وهم منتخب الجزائر الشقيق قد حصد البطولة فإن العرب جميعًا قد فازوا فى هذه المسابقة التى حفلت بالمشاعر الأخوية الفياضة بين الأشقاء العرب الذين جمعهم محفل كروى استضافته الدوحة فى ملاعبها التى تضاهى الملاعب الأوروبية فى استعداداتها بخلاف دفء الضيافة التى شعر بها مشجعو جميع الفرق الرياضية الذين زحفوا إلى الاستادات التى اقيمت عليها المباريات بحثًا عن المتعة الكروية بعيدًا عن التعصب الأعمى.

المسابقة كشفت عن قوة فرق الشمال الأفريقى الجزائر، تونس، المغرب وجاء بعدهم منتخب قطر الذى خطف المركز الثالث من المنتخب الوطنى المصرى بركلات الجزاء فى تعادل الفريقين فى الوقتين الأصلى والاضافى وحصد الميدالية البرونزية، وطبعًا جاء فريق تونس فى المركز الثانى محرزًا الميدالية الفضية.
من خلال متابعتى لمباريات المسابقة أمنح الجمهور العربى ميدالية ذهبية لأنه أصبح جمهورًا مختلفًا تخلى عن التعصب الأعمى وانحاز للعب النظيف داخل المدرجات، وانعكست تصرفات الجماهير المحترمة على سلوك اللاعبين داخل الملعب مما يجعلنا نقول إن السياسة كانت خارج اللعبة فى هذه المسابقة بخلاف المرات السابقة، فقد شاهد الجمهور أداء مختلفًا خلال مباراة مصر والجزائر التى انتهت بتعادل الفريقين بهدف لكل منهما بعيدًا عن العنف والحساسية والشراسة التى كنا نشاهدها فى الماضى، مثلما حدث فى تصفيات أفريقيا المؤهلة لكاس العالم عام2010فى المباراتين اللتين خاضهما منتخبا البلدين فى مصر والسودان، وشهدتا أعمال عنف أدت إلى توتر دبلوماسى بين البلدين، كما تخلت مباراة مصر وقطر والتى انتهت بفوز المنتخب القطرى بركلات الترجيح عن الحساسية السياسية التى كانت فى السابق، ويرجع ذلك إلى التقارب بين البلدين مما يؤكد أن لغة الكرة قريبة من لغة السياسة حيث تتأثر كل منهما بالأخرى سلبًا أو إيجابا.
فى هذه المسابقة الكروية الناجحة لم يظهر منتخب مصر بالمستوى الذى كان ينتظره المصريون الذين يشجعون كرة القدم إلى حد الهوس، فالمركز الرابع لم يشف غليل المصريين الذين ذهبوا وراء الفريق فى قطر من أبناء الجالية المصرية، ولا المصريين الذين تابعوا مباريات المنتخب من القاهرة، فأداء المنتخب كان باهتا فى جميع المباريات التى لعبها، واضح أن هناك سوء تخطيط وسوء اختيار لمعظم اللاعبين الذين مثلوا المنتخب وسوء اختيار من الاتحاد للمدير الفنى، مما يدعو إلى إعادة النظر فيه قبل مشاركة المنتخب الوطنى فى كأس الأمم الأفريقية بالكاميرون، وكذلك تصفيات كأس العالم التى سنلتقى فيها مع منتخب تونس الحصان الأسود للبطولة العربية.
أداء منتخب مصر عليه أكثر من علامة استفهام لا نريد أن نظلم اللاعبين الذين أدوا فى حدود إمكانياتهم، ولكن أعتقد أنه كان يبدو على بعضهم عدم الحماس داخل الملعب بعكس الفرق الأخرى، وخاصة فرق الجزائر وتونس والمغرب وقطر، كان الكسل وعدم المبالاة، والاستهتار سمة بعض اللاعبين المصريين، وكان يبدو عليهم عدم التركيز.

المسابقة أكدت نجاح المدرب الوطنى، فالجزائر وتونس يدربهما مدربان وطنيان بعكس منتخب مصر الذى يدربه خواجة لا طعم ولا لون له، والمفترض أن نقول له شكرًا ونبحث عن مدرب وطنى يكمل باقى المشوار مع المنتخب، كما أنه مطلوب أيضاً من الأندية التركيز على مدارس تخريج الأشبال الذين يتم تأهيلهم للفريق الأول ثم المنتخب بدلاً من الاعتماد على صفقات اللاعبين الأجانب الذين لا يستفيد منهم المنتخب فى المسابقات الدولية، كما أنه مطلوب أيضاً تنحية لاعبى السبوبة الذين يلعبون من أجل العائد المادى فقط.

تأمين المستقبل مهم، لكن امتاع الجمهور ضرورى أيضاً، وسمعة البلد أهم فاللاعب الذى يصوب عينه نحو حساباته فى البنوك أكثر من تصويب الكرة لاحراز هدف لا يجب أن يكون له مكان فى الملعب باسم مصر.

مبروك مرة أخرى لمحاربى الصحراء، منتخب الجزائر الشقيق حصده للكاس للمرة الأولى فى تاريخه، ومبروك لدولة قطر قيادة وشعبا التنظيم الناجح للبطولة التى جرت لأول مرة تحت مظلة الفيفا، والتى حفلت بالاحتفاء بالوحدة والأخوة العربية وأيضاً الاحتفال بكرة القدم التى ستهيئ المشهد لما سيكون أفضل لكأس العالم الذى سيقام فى قطر 2022، والذى نتمنى أن يكون منتخب مصر أحد المشاركين فيه بعد أن يستفيد من تجربة كاس العرب ويعالج السلبيات وأولها جلد الذات الذى دائمًا نلجأ إليه ونحمل الفشل للاعبين فقط دون أن نكشف الخلل الفنى والإدارى ونعظم الإيجابيات التى بالتأكيد كانت موجودة فى المباريات التى خاضها المنتخب المصرى لكن طموح المشجعين المصريين كان أكبر من ترتيب المنتخب فى المسابقة.

القادم مهم يجب أن يتم الاستعداد له من الآن، هناك لاعبون محليون لا يستحقون اللعب مع المنتخب، وهناك لاعبون ضلوا المراكز التى يجب أن يوجدوا فيها، وهناك اللاعبون الدوليون الذين نضع تحت أسمائهم مئات علامات الاستفهام الذين لم يتم الاستفادة منهم فى البطولة العربية، الاتحاد المصرى لكرة القدم دوره غائب تمامًا مطلوب وقفة مع كرة القدم المصرية حرصًا على سمعة المنتخب الذى فقد وزنه فى الفترة الأخيرة حتى يعود إلى ثقة الجماهير فيه، ويكون جديرًا بالتقدير.

** نقلا عن صحيفة الوفد المصرية

التصنيفات: ميادين