دعوني أشبع رغبتي وأغذي حواسي ومشاعري الفياضة، وأغدق عبارات الثناء، وكيل المديح كحد أقصى في فقرتي الأولى من مقالي المتواضع، والتي عجزت أنملتي في رصد مقلتي بدقة وزوم عالية، وأحمرنا الصغير يصول ويجول ويلوث ويمردغ نظرائه الواحد تلو الآخر ، في أروقة ملاعب مدينة الدمام السعودية، ليضمن فرسان الربان الماهر قيس محمد صالح التواجد وبقوة في كرنفال نهائي غرب آسيا، وقلوب يمن الإيمان عامة، حيث تبقت خطوة فقذ لمعانقة مجد سيخلده اليمنيون في ذاكرة مشيدة بالسمو والعلو.
من حقنا نفرح ياجماعة وندغدغ مشاعرنا الفياضة، وندقع همزات ولمزات من يصطاد في ماء عكر، ويستجلب الفشل ويعانق الشطح ويتسلق جدار الكراهية لأهداف فلان وعلان وزعطان، على حساب، نص نسجه منتخبنا الصغير على المستطيل الأخضر في معمعة تتوشح بالعلم اليمني الجريح في وحل سياسة عرجاء، من خلال حناجر تسطح بعناوين وأهازيج يمانية من شرقها لا غربها ووسطها وشمالها مع الجنوب في ظل تمريرات حريرية وتنظيم في حركة اللعب وديناميكية الحركة وإنضباط في ربط الخطوط بواسطة تعليمات القبطان قيس ورجاحة عقل فيصل وحنكة درهم راعي حراس الخشبات الثلاث.
منتخب أحمر فاقع اللون يسر ناظريه ويأسر محبيه جلب صك السعادة وتقمص دور الأناقة ورفع منسوب الحماس في ظل خيبات أحمر كبير معتق، حان قطافه وإحلال دماء جديدة تضخ في عروق وجذور رياضتنا الكسيحة التي أزهقت التواقين الملهوفين بكرة القدم الموحدة للشعوب، وتؤكد يوما بعد آخر أنها تشخص الداء وتستعين بالدواء لمن يفهم فقط ولاعزاء للعقول المتحجرة والمتصلبة بالأنا.
في اعتقادي اسهبت كثيرا في مدح قيس وشلته ومعاونيه كحق مكتسب أثلج صدور اليمنيين، ومسح جزء كبير من أحزانهم، ولملمة جراحهم، كيف لا والمتعة البصرية لاحت في أفق معبدة ومبهجة، من خلال سحر كروي موازي لطموحات ياما نادينا بها في فلك أهل الاختصاص الذين يدسون أنوفهم في الرمال حال الإخفاق ويتقافزون بل و يتسابقون في الإنجاز والإبهار مجرد الصعود لمنصات الشموخ وملامسة الكؤوس، وهذا لايعني رمي سهام الفشل والوبال عليهم، كونهم جزء من إنجاز كتيبة ورجالات قيس ومطلبنا فقط خلع ثوب الإخفاق وردم مكامن الخلل.
الحفاط على مثل هكذا كوكبة، مطلب واقعي وعقلاني، لاستمرار ديمومة الكبرياء اليمنية في محفل خارجي لايعرف سوى الجد والعمل ومنح الفرص الكافية لإعداد المعسكرات وتوفير الاحتياجات بما يحقق من رفع سقف الطموحات للمشاركات المقبلة وكلها أيام معدودة، ويصبح ناشئو اليوم خلفا لسلفا أدمى قلوب اليمن أرضا وإنسانا، مع مراعاة النظر قدما لإعداد قافلة جديدة من المحاربين الصغار، لتركض العجلة للأمام، مالم فمحلك سر يا أبو يمن ومنتخب الأمل أنموذجا فهل ستصل الرسالة.
رسالة أخرى ملفوفة بالترجي وطرح الجيهان، لذوي القرار، بتفعيل الأنشطة والبرامج على مستوى دورينا، و الفئات السنية وتأهيل المدربين والإداريين، والمضي قدما نحو محاسبة المقصرين والمتسببين بكبح جماح الشباب والرياضيين، ليس طمعا بقدر ماهو معمول به في دول العالم الثالث، فمابالك بمصاف الغرب والعجم، خاصة ومواهبنا تعج بالإبداع ومنتخب اليوم دليل قاطع على شريان يجري في عروق معمدة بفطرة ربانية وهبها الخالق لأمثال هؤلاء أفلا تعقلون.