التحضيرات العربية للمونديال..اطمئنان وقلق ..د.محمد مطاوع – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

التحضيرات العربية للمونديال..اطمئنان وقلق ..د.محمد مطاوع

لن تتقدم الكرة العربية، طالما نتحدث عنها بلغة العواطف والانتماءات الفردية.
وبما أن العرب يشاركون بأربعة ممثلين ما بين قارتي افريقيا وآسيا، فالواجب يحتم علينا تشجيع هذه المنتخبات الأربع، وكأنها منتخبنا الوطني في كل دولة عربية، وهو الواجب الذي يسمح لنا انطلاقا من مسؤوليتنا كعرب، أن نتحدث بشكل صريح عما شاهدناه في أسبوع الفيفا، الذي لعب فيه جميع من التحق بركب المونديال، لوضع قدراته في ميزان التقييم، والبناء على ما شاهد لقادم الأيام.
منتخب مصر، زرع في نفوسنا التفاؤل، وهو يقف ندا قويا لرفقاء كريستيانو رونالدو -أفضل لاعب في العالم- من خلال أداء غلب عليه التوازن هجوميا ودفاعيا، ومسح فيه المدرب الأرجنتيني كوبر، خطايا التصفيات وبطولة افريقيا التي بالغ فيها بأسلوبه الدفاعي، ولم تثن الخسارة في دقيقتين، عزيمتنا ونحن ندفع بقاطرة الأمل  للأمام، لكن المباراة التالية مع اليونان، التي غيّر فيها كوبر جلد الفريق وكأنه رد فعل على بعض الانتقادات، أعادتنا لمربع القلق من جديد، خاصة بعد أن خرج المنتخب البرتغالي بخسارة مذلة في لقائه الثاني مع هولندا التي خرجت من تصفيات كأس العالم، وتعيش مرحلة إعادة بناء مع مدربها الجديد كومان، وأثبت أن الفوز على مصر جاء بسبب ضياع البوصلة في الدقائق الأخيرة، وليس لقوة رفقاء رونالدو.

المنتخب السعودي قدم أداء جيدا مع أوكرانيا -غير المتأهلة للنهائيات- ولكن تجربتها كانت قاسية مع منتخب بلجيكا المعزز بأفضل نجوم الدوريات الأوروبية، ولعل الجهاز الفني أخطأ في اختيار بلجيكا في هذه المرحلة، وتفضيلها على منتخبات من افريقيا – تقارب مستوى مصر- او امريكا الجنوبية – تلعب بمستوى الأوروجواي-، وظهر جليا حاجة الأخضر السعودي لتعزيز النواحي البدنية والنفسية للاعبيه، والتعامل بشكل أفضل مع التكتيكات العالية والمهارات الراقية، التي يمتلكها الخصوم، إلى جانب منح الثقة بشكل أكبر للمهاجمين وتوفير الإعداد الخاص لهم لتعزيز قدرتهم على التسجيل والتحرك بالشكل السليم.
منتخبا المغرب وتونس، يمثلان الجانب المشرق في التجربتين الأخيرتين، فكلاهما حقق الفوز الكامل، وقدما مستويات مطمئنة، وبشكل خاص منتخب تونس، الذي حقق الفوز على كوستاريكا وإيران، وكلاهما متأهل للنهائيات، وكلاهما يخدمان مبارياته في المجموعة، كما جرب نبيل معلول عدد من اللاعبين مزدوجي الجنسية، للوقوف على مستوياتهم الحقيقية، قبل الدخول في مرحة الإعداد الأخيرة،  فيما حقق المغرب الفوز على أوزبكستان غير المتأهلة للمونديال ليخدم مواجهة إيران، وصربيا القوية التي تقترب من الخصم الأوروبي الإسباني، واطمأن المدرب رونار على جاهزية لاعبيه المحترفين، والنجوم الجدد، الذين دعم بهم الأسود، ورفع من درجة الاطمئنان على شعلة المنافسة التي تتأجج في صدورهم.
ما زال هناك وقت لوضع النقاط على الحروف، وإصلاح ما يمكن، خاصة في منتخبي مصر والسعودية، والبحث عن المزيد من العناصر المميزة، القادرة على تعويض بعض اخفاقات النجوم الحاليين، أو تثبيت التشكيل بشكله النهائي، ومضاعفة العمل مع اللاعبين المتاحين، كي يصلوا إلى مستوى المونديال، ويحققوا آمال العرب في هذا العرس الكروي العالمي.

التصنيفات: ميادين