عبدالله السعيد فى رأيي واحد من أبرز المواهب الكروية فى الجيل الحالي من لاعبي الوسط ، المصريين والعرب والأفارقة. لكنه شأنه شأن غيره من لاعبي الكرة فى مصر تنقصهم ثقافة الاحتراف، وهى مسألة لها أدبياتها وسلوكياتها الواجبة، فضلاً عن أهمية التعرف على الالتزامات القانونية والفنية و(الأخلاقية) المترتبة على العلاقة التعاقديّة بين اللاعب والنادي.
ولا مفر من أن نضيف أيضاً هنا (مع الأسف) أن ضعف الرصيد الثقافي عند معظم هؤلاء اللاعبين، الذين لم يكمل معظمهم دراسته ، يزيد من حدة المشكلة. والحقيقة هى أننا لانزال حديثى عهد بهذا النظام الاحترافى الكامل ولاتزال رواسب النظام (الهجين) الذى سرنا عليه سنوات طويلة، متأرجحين ما بين الهواية والاحتراف تتحكم فى سلوكياتنا وردود أفعالنا ، ولاتزال فكرة الانتماء للنادى من المهد إلى اللحد تسيطر على جزء مهم من تفكيرنا وحكمنا على الأمور.
أما المفارقة التى تستحق التوقف عندها طويلاً فهى أن الأندية عندنا والتى تطبق نظم الاحتراف على اللاعبين، هى بالمخالفة ذات هياكل إدارية (مجالس إدارة) هاوية لا تتفق مع ما يحدث فى نظم الاحتراف بصورته المتكاملة، بينما هى فى النظم الاحترافية السليمة مجلس إدارة (شركة) يرأسها صَاحِب أكبر حصة من الأسهم فى ملكية النادي.
لذلك أقول إن السعيد لم يحسبها جيداً وإنما نظر للجانب المادى فقط، وهو مهم، لكن الأهم أن الانتقال من ناد لآخر ليس مؤامرة تدبر بليل، وإنما يجرى الاتفاق عليه فى العلن وفقاً للأصول وباتفاق الأطراف المعنية كافة .
<< وأخيراً فإن رأيى المتواضع هو أن الأهلى محق تماماً فى قرار تجميد السعيد مؤقتاً بعدما اتخذ النادى الخطوات القانونية والعملية لحفظ حقوقه وهيبته، لكننى لا أميل إلى القسوة فى التعامل مع الموقف، بعد أن دفع اللاعب الثمن غاليا.. وستبقى هذه الحكاية درسا لكل من يفكر فى اللعب على الحبلين .. الأحمر والأبيض!