د. محمد النظاري
حكام كرة القدم في اليمن يعدون الحلقة الأضعف في الدعم والاهتمام رغم ما يقدمونه للعبة، وبمجهودات ذاتية.
سيبقى حكام اليمن العلامة المضيئة في كرة القدم اليمنية، من يعرف كيف يعد الحكم نفسه ومن ماله وقوت أولاده، ليصل للملعب، ويجد الانتقادات التي في جوانب منها مبنية على انتماءات البعض لفرق معينة.
انتقاد الحكام البناء ظاهرة صحية تعينهم في تحسين أدائهم مستقبلا، وعليهم تقبل ذلك برحابة صدر، ما لم يكن فيها ما يشكك في نزاهتم او يقلل من قدرهم، كون ذلك سينعكس سلبا على التحكيم ثم على اللعبة برمتها.
الحكم هو رمانة الميزان، وكما ان قراراته محسوبة عليها داخل الملعب، فردة فعله خارجه محسوبة عليها، وكلما ابتعد الحكم عن الرد (الا ما فيه اساءة واضحة) كلما كبر قدره.
عملت قي مجال التحكيم لاكثر من 16 سنة وكنت من ضمن حكام النخبة لعدة سنوات وبالمقابل اعمل في مجال الإعلام لفترة تتعدى تلك المدة، ومن خلال انخراطي في السلكين (التحكيمي و الإعلامي) استطعت معرفة الضغوط التي يتعرض لها الحكام خاصة في الشق الإعلامي، وخصصت أطروحة الدكتوراه في ذلك بعنوان :(أثر الصحافة الرياضية على الحالة النفسية لدى حكام النخبة (دوليين – أولى) في الجمهورية اليمنية».
لا يمكن لاي حكام في العالم النجاح اذا ما كانت العلاقة بينهم وبين الإعلام سيئة، وهذا السوء مرده دوما اما لعدم تقبل الحكام للانتقادات (الموضوعية) خاصة ان كان بعضهم فعلا قد بلغ من السوء ما افسد المباريات، او لعدم تفهم بعض الاعلاميين للنقد الموضوعي الذي يفصل فيه بين أداء الحكم وبين انتمائه لاي نادي.
استخدام بعض الحكام لمنصات التواصل الاجتماعي (للرد الحاد الخارج عن اللياقة) ،التي يتواجد فيها بعض الجماهير او غيرهم ممن ينتمون للأندية، يجعلهم عرضة لردود استفزازية تزيد العلاقة سوء.
ما لا قد يعرفه البعض بأن على الحكم اكثر من قريب، الاول مراقب الحكام (المتواجد في الملعب) واللجنتين الفرعية والعليا، وان اي اخطاء منه لا تمر مرور الكرام، ويصل بعضها لايقاف الحكم، ولهذا فالحكم ليس حر نفسه، وعلى الجهة التي ترى اي أخطاء في قراراتهم التقدم بالتظلم في الاجال التي يحددها القانون.
لكوني إعلامي وحكم سابق ومراقب حكام حالي، فان من واجبي التضامن مع اي زميل في السلكين وقع عليه خطأ، ومن واجب ذلك الزميل الاستماع لنصحي لما فيه الفائدة اولا على المستوى الشخصي،،وثانيا على مستوى اللعبة.
مثلما نقدر الدور الكبير لرجال التحكيم فإن نفس التقدير هو لرجال الإعلام، فهما معا يمثلون الركائز المهمة في لعبة كرة القدم، ولهذا لا يمكن تطوير اللعبة الا بعلاقة تكاملية طيبة بين الطرفين.