ميادين

كلاسيكو زيدان..والفرصة الأخيرة

By عدنان العصار

October 23, 2020

د.محمد مطاوع

رغم أن كل شيء في العالم بات أكثر هدوءا بسبب (توحش) فيروس كورونا وانتشاره بشكل أكثر خطورة في موجته الثانية التي لا ترحم، إلا أن الكلاسيكو الإسباني اشتد غليانا مع الاقتراب من ساعة الانطلاق الموعودة على ملعب الكامب نو معقل برشلونة.

جاء الكلاسيكو والكل يتحدث عن مصير مدرب ريال مدريد زين الدين زيدان، بعد أن زادت الشكوك بقدرته على التمسك بكرسي القيادة في النادي الملكي، ليس بسبب الخسارتين القاسيتين على ملعبه في الليجا على يد فريق قادش الصاعد لتوه، وبعدها الإهانة التي تعرض لها من شاختار في دوري الأبطال.

مشكلة زيدان الأكثر وضوحا تتمثل في عناده وإصراره على التمسك برأيه، انطلاقا من خبرته الشخصية، وأحيانا بعيدا عن منطق الأحداث، وهو ما تجلى في المباراة الأخيرة على أقل تقدير أمام شاختار، حيث بدا المباراة بتشكيلة غريبة نسبيا على الفريق، وأجلس عددا من أسلحة السرعة على مقاعد البدلاء، ولم يشفع له الوقت المتبقي من المباراة في اللحاق بالنتيجة رغم ترميمه لصفوف الفريق بكامل التغييرات وبشكل مبكر في الشوط الثاني.

زيدان دوما يخرج بتصريحاته متحملا المسؤولية كاملة، ويعفي اللاعبين من مسؤولياتهم التي قد تبدو أكثر وضوحا، بترهل بعضهم، وفردية الآخر، وغياب النسق لدى المجموعة، كما أن طريقة زيدان باتت مكشوفة أكثر لكل متابعي الريال، من خلال استخدام سلاح الأطراف والكرات المرفوعة داخل منطقة الجزاء، وهي التي سهل التعامل معها من قادش، وبعده من مدرب شاختار الذي يبدو أنه درس طريقة زيدان جيدا، وثبّت لاعبين طوال القامة أمام حارس المرمى ونجح بإنهاء خطر جميع الكرات العرضية بكل سهولة.

يأتي الكلاسيكو وزيدان والريال ليس بأفضل حال، ولا ندري إن كان التاريخ سيشفع لصاحب القلب الجزائري بالعودة من كتالونيا بنصر أو تعادل على أقل تقدير، بعد أن تحول كامب نو إلى ملعبه المفضل منذ تسلمه قيادة الريال.

الكلاسيكو الأول لزيدان على الكامب نو كان عام 2016 ويومها قلب الطاولة على أصحاب الأرض وعاد بفوز ثمين، وفي الموسم التالي عاد زيدان مع الريال أيضا بتعادل بهدف راموس القاتل، وفي المواجهة الثالثة في السوبر الإسباني، سحق زيدان فريق البارسا بثلاثية، وفي ذات الموسم خرج زيدان متعادلا بهدفين وعاد أيضا بالنتيجة بعد التأخر مرتين، وبعد غيابه موسما للاستراحة، عاد زيدان ليحقق تعادلا سلبيا في ذهاب الموسم الماضي، ليحافظ على سجله الناصع من الخسارة على الكامب نو.

الحال بات مثارا للشكوك حاليا، فبرشلونة كومان ليس برلشونة فالفيردي ولا سيتين، والفريق اليوم بات أكثر شبابا بإضافة عناصر أثبتت حضورها وخاصة الصفقات الجديدة ترينكاو وبيدري ودست ومعهم فاتي ودي يونج وبويج، إلى جانب عودة ديمبلي كورقة رابحة ودخول بيانيتش كعامل خبرة في الوسط، وكل ذلك مع الدور الجديد لميسي الذي بات فردا في الفريق وليس كما وضح في الموسمين الأخيرين..محورا يدور حوله الفريق بالكامل..

شباب برشلونة يقابله حالة من الهرم طغت على الريال، فاعتماده ما زال كبيرا على أبطال الثلاثية الأوروبية، وخاصة راموس ومارسيلو ومودريتش وكروس وبنزيمة، وجلهم تجاوز الثلاثين من العمر، إلى جانب نكسة صفقته الخاسرة هازارد بسبب تكرار إصاباته وغيابه المستمر، ويضاف لذلك تراجع مستوى بعض مواهب الفريق وخاصة المدافع فاران ولاعبي الوسط إيسكو وأسينسيو، وغياب حضور المهاجم فاسكيز، والفريق بهذا الشكل، باتت مرماه أكثر تهديدا من ذي قبل، واعتماده أكثر على تألق الحارس كورتوا الذي لا يستطيع أن يقوم بجميع الأدوار لوحده.

كومان بالكلاسيكو الأول، يريد أن يثبت أنه نجح في إحداث التغيير الكبير في برشلونة، وتمكن من انتشاله بعد كبوة بايرن وقضية رغبة ميسي بالرحيل، ومحاولة استثمار الخلل الواضح في الريال، وتحقيق ضربة مزدوجة بالفوز على الغريم، والانطلاق نحو القمة، وهو تحد كبير سيكون أمام زيدان، الذي باتت رقبه تحت سكين الرحيل، مع أنباء بحث الريال عن مدرب بديل.

الكلاسيكو سيكون لزيدان بامتياز، فإما يحقق الفوز ويحافظ على مقعده موسما آخر، أو يخسر فيكون الكلاسيكو الأخير في تاريخه، وحتى التعادل بأداء غير مقنع قد يكون سببا في اتخاذ بيريز قرارا لا يطيب له ولا يتناسب مع عشقه لزيدان..النجم والمدرب الكبير.