ربما هو المأزق الأشد في مسيرة جوزيه مورينيو مدرب مانشستر يونايتد، ليس بسبب الخروج من دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا على يد إشبيلية، إنما لكون اسلوبه المعتاد في استفزاز خصومه طال هذه المرة “أهل بيته” بعدما وصلت سهامه إلى معقل أولدترافورد بالتحديد وأحدثت الكثير من الأضرار التي لا يمكن تخطيها بسهولة.
“جلست على هذا المقعد مرتين بعد الإطاحة بمانشستر يونايتد (دور الـ16) على ملعبه. في هذا المقعد مع بورتو (عام 2004)، وريال مدريد (2013). لقد خرجوا في المرتين. إنه ليس بالأمر الجديد على النادي”.
هذا التعليق الصادم للبرتغالي عقب الخسارة أمام اشبيلية بهدفين لواحد والخروج من البطولة القارية، أحدث زلزالاً لدى الشياطين الحمر في الوقت الذي اعتبر فيه الكثيرون ان الفريق الإسباني سيكون ممراً سهلاً لليونايتد إلى ربع النهائي.
لم يكن أكثر المتشائمين يتوقعون خروج مانشستر يونايتد في هذه المرحلة المبكرة من البطولة، سيما وأن البعض كان يعتبرها فرصة للتعويض عن الإخفاق في المنافسة على لقب الدوري الإنكليزي والخروج من كأس رابطة الأندية الإنكليزية، إلا أن رحلة الوداع بدت محتمة بالنسبة للكثيرين في ظل المستوى المتأرجح والمتذبذب للفريق هذا الموسم وفي ظل الأخطاء الفنية الواضحة التي وقع فيها البرتغالي وتسببت في إنهيار كل الآمال المعقودة عليه لانتشال اليونايتد من كبوته.
في ميزان “الربح والخسارة” فإن كفة الخروج من دوري أبطال أوروبا هي الأرجح بكل تأكيد وتفوق تأثيرات تصريحاته المستفزة بحق النادي، لكن وقْع الأخيرة كان أشد إيلاماً على الجماهير الأمر الذي يعني أن مورينيو نجح في التغطية على فشله الأوروبي ببعض الكلمات التي أشغلت وسائل الإعلام وجماهير أولدترافورد فيما ان الإهانة الاكبر كانت خروج فريق بحجم يونايتد مع كل ما يملكه من إمكانيات ولاعبين على يد فريق يقدم واحداً من أسوأ عروضه في الدوري الإسباني هذا الموسم، ومع ذلك نجح بالعودة ببطاقة العبور الى دور الثمانية.
استطاع جوزيه مورينيو مرة أخرىالتعامل بذكاء مع الإخفاقات، على الأقل حتى هذه اللحظة، لكن احداً لا يمكنه توقع ارتدادات تصريحاته وتأثيراتها على صنّاع القرار في النادي الإنكليزي والذين يعلمون جيداً ما يمكن ان يترتب اتخاذ أي قرار بحق البرتغالي من أعباء،خاصة لجهة الشرط الجزائي والبحث عن مدرب جديد يعيد صياغة أولويات الفريق.
لكن في المقابل قد يكون مورينيو تعمّد إطلاق تلك الكلمات المستفزة في محاولة منه لشق طريق الخروج من أولد ترافورد بأقل الخسائر واعترافاً بالعجز في إعادة اليونايتد لوضعه الطبيعي، وبين هذا وذاك فإن الإخفاق في دوري أبطال أوروبا سيبقى “وصمة عار” في ذاكرة من اعتقدوا يوما ما أن مورينيو هو خليفة السير أليكس فيرغسون.