مالك الشعراني
يوم الثلاثاء الماضي التقيت بنجم العنيد والمنتخب الوطني لكرة القدم السابق عبدالسلام الغرباني هو إنسان بسيط ومتواضع، ارتشفت معه كوباً من الشاى، رأيته وتذكرت بعض تفاصيل مسيرته وتأريخه وتموضعاته وأهدافه في الملاعب ..
من منا لا يعرف الألماز والمنقذ اليماني صاحب التاريخ المشرف والمشرق.. صاحب الصولات والجولات؟
رغم صعوبة الحياة يقابلك بإبتسامته عريضة وكلامه الجميل يدغدغ العواطف .. وشخصياً عندما التقي به يخفق قلبي .
ظليت طوال ذلك اليوم أتذكر هيبته في الملعب وصراخ جماهير العنيد التي كانت تنادي بإسمه في مدرجات ملعب الكبسي وكانت أصواتها تصل إلى شارع مستشفى ناصر المحاذي للملعب وإلى سوق المركزي وكنت أحياناً أسمعها إلى الباب الجديد .. وبعضهم كان يصعد إلى فوق مبنى المؤسسة الإقتصادية ، يا للشقاوة وحلاوة تلك الأيام .
كنت أمشي في حي الجاءه والسوق الأعلى والجبانة وأرى صوره معلقة في المقاهي والمطاعم والكفتيريهات..
وتذكرت وهو يلعب في ملعب الظرافي بصنعاء، ويحول تأخر العنيد إلى فوزاً .. وتذكرت الجماهير وهي تحمله على الأكتاف وتتحدث عنه في حي التحرير وفي شوارع المطاعم والقصر والحصبة والزبيري وباب اليمن ووو إلخ ..
تذكرت وأنا اسمع المعلق وهو يقول: الله عليك يا غرباني يا سلام عليك يا المنقذ اليماني..
تذكرت وهو يستلم الكرة من وفي غانم ويتناقلها مع رضوان وأكرم والسلاط ويمررها بسلاسة ويصنع هدفاً لفكري الحبيشي أو لنشوان الهجام.. تذكرت نجمي الحراسة فيصل الحاج وأحمد رامي وهما يرسلان الكرة لنجم وسط الميدان عبدالسلام الغرياني.
لعلكم تتذكرون أهدافه مع العنيد في الدوري في ملاعب المريسي بصنعاء وبارادم بحضرموت والحبيشي بعدن والشهداء بأبين وتعز والفوز معه ببطولتي دوري وكأس الرئيس 2002 – 2003، ومشاركته مع العنيد آسيوياً في بنجلادش ولبنان ..
يا آه .. لكم يلوعني الحنين لتلك الأيام الخوالي وكم أشتاق لسيمفونيات المبدع عبدالسلام الغرباني..
كم كان نجماً رائعاً ومحبوباً من الجميع ولايزال !
نجومية لا تتكرر .. وتاريخ محفور في ذاكرة الأجيال.
عبدالسلام الغرباني عطفاً على تأريخه لم ينل حقه الكامل وأراه مظلوماً.. ويستحق منصب رفيع يليق بتأريخه الرياضي الكبير.. ولكن كما يقولون الإنسان الطيب دائماً خسران، ولتأريخك وماضيك وحاضرك وبك يا الألماز نفتخر .