الشباب وفرصة تكرار تأهل الناشئين

د. محمد النظاري

يخوض اليوم منتخبنا للشباب أول لقاءاته بمدينة الدمام، ضمن المجموعة الرابعة التي تضم السعودية المستضيفة إلى جوار منتخبي تركمانستان والهند، ضمن التصفيات المؤهلة للنهائيات الآسيوية للشباب العام القادم. بين ما صنعه منتخبنا للناشئين بالدوحة قبل أسابيع من تأهل للنهائيات الآسيوية، وما ينتظر من منتخبنا للشباب بمدينة الدمام يقف الجمهور اليمني على أرضية واسعة من التفاؤل، فهل يكفي التفاؤل لتحقيق ما نتمناه؟. بكل تأكيد أن التفاؤل مطلوب، ولكنه لا يعول عليه كثيراً، خاصة عندما يتكرر للشباب ما حدث للناشئين من رحلة شاقة وعذاب لا يوصف، ومنع ناصر محمدوه من دخول المملكة، وهو يعد أهم اللاعبين. كل هذه العوائق تؤثر على الجانب النفسي، وما نأمله أن يتفادى المدرب البعداني انعكاساتها السلبية، وقلب الطاولة على أرضية الميدان. من وجهة نظري تبدو الأمور أصعب في الدمام، فالمنتخب السعودي سيسعى بقوة لانتزاع بطاقة التأهل المباشرة كمتصدر للمجموعة، تاركاً بقية المنتخبات تتصارع في النهاية على البطاقة الثانية التي تدخل صاحبها في حظوظ أفضل خمسة منتخبات حصولاً على المركز الثاني. أجد أن المنتخب المستضيف لن يكون صيداً سهلا كما كان العنابي القطري، وأعزوا ذلك لكون شباب السعودية، قد حفظوا درس الدوحة، وسيعملون على عدم تكراره. سعدت كثيراً بمرافقة الزميل محمد الأموي للمنتخب كمنسق إعلامي، وهو انتصار لما تناولناه في هذا الجانب، وذلك ليس انتقاص من الزميل النعماني، بل هي العودة للصواب، ونشكر هنا كل القوى الخيرة في اتحاد القدم، والخروج من المأزق الذي أراد البعض اصطناعه. استقبال محافظ البيضاء الشيخ علي المنصوري، ومعه مدير عام مديرية رداع الأخ أحمد العكام للمنتخب الوطني للشباب – أثناء مرورهم بمدينة رداع – فيه كثير من الرسائل، ولعل أهمها أنهم والجماهير بمدينة رداع، استقبلوا الشباب قبل عودتهم بأي انجاز، وهو الأهم، بل هو من دوافع صنع الإنجاز، فيما فرق الزفة لا يستهويها الا استقبالهم بعد الإنجاز، وكأنه شرط للاهتمام بهم!. لا أعرف بالضبط ما الذي يمنع منتخباتنا من المغادرة عبر مطار عدن؟ ولماذا يتم الإصرار على إرهاق اللاعبين عبر سفر طويل ومرهق برا؟! المشكلة أننا قد نرى فلماً مشابهاً في حالة تأهل الشباب، وسنجد الطائرة الخاصة تعيدهم لعدن، وإن حدث هذا فهو قمة السخرية بهم، وأن اللاعبين مجرد أدوات يستعملها الساسة لتلميع انفسهم. قضية اللاعب محمدوه ينبغي ألا تمر مرور الكرام من الإعلام الرياضي، فالاتحاد لا نعول عليه شيئاً، حتى وإن تم احتجاز وسجن كل اللاعبين، المهم أن اللاعبين الثلاثة في قيادة الاتحاد ينعمون بالراحة والرعاية الخارجية، وطز في اللاعبين. نتمنى لمنتخبنا الشبابي تحقيق نتائج جيدة، ونأمل ببداية قوية اليوم، وتمثيل مشرف للوطن في أولى مبارياته في التصفيات لبلوغ النهائيات.