كان جوزيف جوبلز، وزير الدعاية النازية، الذراع اليمنى والعقل المفكر للزعيم الألماني أدولف هتلر، حيث اعتمد على نشر الأكاذيب وغسيل الأدمغة من أجل الترويج للأفكار النازية، وكسب تأييد أكبر عدد من الألمان، وهو صاحب مقولة “اكذب حتى يصدقك الناس”.
شخصية جوبلز هي أول ما يجول بخاطري كلما تابعت مؤتمرا صحفيا لزين الدين زيدان، مدرب ريال مدريد، في الفترة الأخيرة، فالمدرب الفرنسي يحاول بشتى الطرق إقناع الجماهير بأن الأمل في تحقيق لقب الدوري الإسباني لهذا الموسم مازال قائما رغم اتساع الفارق مع الغريم المتصدر، برشلونة، إلى 15 نقطة كاملة.
في البداية كنت أعتقد أن نجوم الفريق الملكي يتطوعون بإدلاء تصريحات حماسية عبر وسائل الإعلام حول إمكانية تحقيق “ريمونتادا” تاريخية بقلب الطاولة والحفاظ على لقب الليجا، لكن بعد أن وجدت نفس النغمة في تصريحات زيدان، وإيميليو بوتراجينيو، مدير العلاقات المؤسسية، أيقنت بأن هذا هو أسلوب النادي في التعامل مع أزمته المحلية هذا الموسم.
أرى أن مثل هذه التصريحات قد تأتي بنتائج عكسية، كونها تستفز مشاعر الجماهير، التي رأت فريقها خارج المنافسة على البطولتين المحليتين من منتصف الموسم.
لا يجب على زيدان أن يتحدث عن الأمل في المنافسة وهو يهدر النقاط هنا وهناك، وأمام فرق ذيل الترتيب، ليحقق أسوأ معدل نقطي للفريق منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي.
لا يجب عليه أن يبيع الوهم لجماهيره، ولديه قصور واضح في تشكيلته، وطريقة لعبه، وعلامات استفهام حول توقيت إراحة بعض النجوم، والأهم من ذلك كله عناده المستمر في بعض الملفات، وأبرزها اعتماده المطلق على مواطنه كريم بنزيما كمهاجم أساسي في تشكيلة الملكي.
كما اعترف الجميع بعبقرية زيدان خلال العامين الماضيين، فعلى المدرب الفرنسي هو الآخر أن يعترف بأنه يقدم موسما محليا للنسيان، ولا يخرج عقب كل هزيمة ليصرح بأنه “ليس قلقا” على الفريق، وأنه أدى ما عليه.