أطاحت الأزمة الحالية بالعديد من القطاعات الحيوية في البلد و يعد القطاع الرياضي أحد تلك القطاعات النشطة والتي أصابتها حمى الإيقاف بفعل فيروس كورونا المستحدث و الذي أصاب جميع الخدمات بشلل تام و هذا الأمر بات مألوفا بين كافة دول العالم .
حتى نخرج من هذه الأزمة بأقل خسائر ممكنة يبرز هنا دور القائد الرياضي الذي يجب أن يتحكم في المواقف حتى الخروج من هذه الأزمة العالمية بأقل خسائر ممكنة ، وتتمثل القيادة في رياضتنا في العديد من الصور التي تجعل عمل القائد و مدير الأزمة ذي مساحة كبيرة حتى يعالج الامر بقدر المستطاع ، يبدأها في المصرح له من خلال تقنيات التواصل أو حفظ افكاره كمسودات يضعها في جدول اعماله و خططه الاولية القابلة للتنفيذ فور انتهاء الأزمة الحالية .
وبعيدا عن الأزمة ، تتجلى صفة القائد الرياضي و صلاحياته في العديد من الامكنة الرياضية ، كما تمنحه الفرصة بالتعامل مع الأمر في مختلف المرافق التي تم اغلاقها في الوقت الحالي ، فهو مخول لفعل ذلك ، حيث ان صفة القيادة تبني في المقام الاول من شخصية الفرد وطباعه و يتم صقلها عبر مراحل حياته بإضافة الطرق العلمية و الخبرة الرياضية التي اكتسبها خلال تواجده في المشهد الرياضي ، بالاضافة إلى تدرجه في المهام العملية او المناسبات المتنوعة التي تجعله محل استعداد لقيادة المجموعة من منتسبي رياضتنا ، و التي تتكون من مرتادي الرياضة بمختلف أشكالها .
والاخذ بعين الاعتبار تركيبتهم الفسيولوجية و خبراتهم الممتدة عن بعضهم البعض . و القائد من موقعه النافذ يستطيع قيادة مختلف الفئات ، وليس بالضرورة بان يكون القائد مديرا في منظومة ما ، فالقيادة تتم بأوجه مختلفة ومن مواقع متعددة ، على سبيل المثال بطولة الشطرنج الرياضية التي اقامتها اللجنة العمانية للشطرنج عن بعد ، كانت مثالا واضحا لإدارتهم للأزمة و كذلك اجتماع لجنة التضامن الاولمبي الاخير واجتماع مجلس ادارة اللجنة الاولمبية و الذي تم التواصل مع الاعضاء عن طريق التقنبات المستحدثة و غيرها من الجهات الرياضية التي باتت تدير أزمتها بالشكل السليم وعدم إيقاف نشاطاتها ـ قدر المستطاع – .يبرز دور القائد جليا في قيادة مجموعته باستخدام الادوات المتاحة له ، و القانونية ، و التي تعتمد على طرقه و عقليته و نظرته التحليلية للمشكلة و الأزمة عينها .
وعلى سياقه ، للتربية و التهيئة ( للاعبين و الرياضيين ) دوران كبيران في خلق قائد على قدر كبير من المسؤولية ، يستطيع من خلالها طوال فترة تنشئته بالاعتماد على نفسه و ترويضها بالقوانين و المواثيق الرياضية الأولمبية ، و قد تتفاوت القدرات من رياضي لآخر بأداء هذه المهمة و إنهائها التي اوكلت اليه مسبقا من قبل (الموجّه) و التي غالبا ما يكون من (مدربه ) عندما يكون الأمر مرتبطا باللاعبين والرياضيين .
ولعل ان الحديث في إدارة أزمة الوضع الحالي يطول و يجب ان يفرد له مساحات شاسعة و خصوصا إن المرحلة المقبلة هي مرحلة إصلاح و نتائج، لذا فانه في الوقت الحالي يجب أن يكون القائد مهندسا للخطط القادمة ، و معالجا لكثير من السلبيات التي وقعت في الماضي حتى يدفع بالعجلة التنموية بقوة فور عودة الأمور إلى نصابها ، متخذاً من التحفيز و البحث و التقصي الميداني لمعرفة نوعية المعضلات التي كانت تعرقل سير رياضتنا العمانية بالشكل القويم، و اتخاذ من الإيقاف و البقاء في المنازل دافعا زمنيا للتفكير في إدارة هذه الأزمة بنجاح .