هناك علاقة ارتباطية قوية بين الرياضة والسياحة، واصبحت الدول تنظم المسابقات الرياضية في المناطق الزاخرة بالمواقع الاثرية للترويج لها ولاحياء التراث الذي هو جزء مهم من حياة الامم لانه يحكي تاريخها.
قليل هي الشخصيات التي تدعم بصمت دون اي ضجيج، ليقينهم أن ما يقمونه من دعم هو لاقتناعهم باهمية ذلك الدعم في تنشيط وتفعيل الانشطة الرياضية والثقافية والاثرية والاجتماعية .
الاستاذ محمد جار الله سكران، عندما علم بأن منتخب الشباب سيمر برداع وهو في طريقه الى المملكة للمشاركة في التصفيات الاسيوية المؤهلة لنهائيات اسيا للشباب، اصر على استضافة كامل البعثة ونزلت تحت ضيافته، تقديرا منه للدور الذي يؤديه المنتخب في رفع سمعة البلاد خارجيا .
ولان الرجل يعشق اثار بلاده عشقا كبيرا ، فقد رتب بصحبة محافظ البيضاء الشيخ علي المنصوري ومدير مديرية رداع الاستاذ احمد العكام، لكامل بعثة المنتخب زيارة الى جامع ومدرسة العامرية – احد المعالم الاثرية بمدينة رداع والتي لها ما يزيد عن 500 عام على تشييدها – مثلت الزيارة ربطا بين الحاضر الذين هم الشباب وبين الماضي المتحضر. المتمثل بهذين المعلمين الاثريين الكبيرين .
من منطلق اهتام الاستاذ ( محمد سكران ) بمشروع ترميم وصيانة جامع ومدرسة العامرية، كان ومازال حريصا على ان يعلم الشباب والرياضيين بمكانتهما الكبيرة، خاصة بعد فوزها بجائزة الاغا الدولية، تقديرا وتكريما للمعلمين ولمن يقومون بالحفاظ عليهما .
لقد شعر لاعبو منتخب الشباب بالفخر، وهو يشاهدون معالم بلادهم شامخة ومقاومة لكل عوامل التعرية الجيولوجية وكل اشكال الممارسات العنيفة كالجماعات المسلحة والعدوان الذي دمر كل شيء بما فيه اثارنا، كونه يفتقد لمثل هذه المعالم المميزة .
اثناء شرح سكران لبعثة المنتخب عن اهمية جامع ومدرسة العامرية في التنوير المجتمعي ليس فقط لرداع ولا لليمن بل للمنطقة العربية، نبه لاشياء مهمة تسبب ضررا عليها، كالمجاري وما تسببه من رطوبة تفتك بالمبنى، وايضا ضربات العدوان واي انفجارات اخرى تسبب هزات ارتدادية تخلل من صلابة المبنى .
لا يمكن فصل السياحة عن الرياضة ، بل اصبحت تنظم بطولات رياضية ذات طابع سياحي ، واستثمرت معظم الدول احتضانها لمعالم سياحية فقامت بالترويج لها وللاهتمام بها، من خلال لفت الانظار اليها، وقيام منتخب الشباب بهذه الزيارة يدخل ضمن هذا الترويج .
ندعو السلطة المحلية وهيئة الاثار والمجلس الاعلى للترويج السياحي، التفاعل الجاد مع كل الخيرين الذين يهتمون باثارنا، ونوجه نداء للرجل الرياضي الاول في وزارة السياحة – الدكتور عصام السنيني – ان يفعل الشراكة مع وزارة الشباب والرياضة من خلال التنسيق مع الاستاذ محمد سكران، للتوعية والتعريف باهمية اثارنا من خلال الترتيب زيارات متكررة للفرق الرياضية سواء القادمة لرداع للعب اي مباراة، او للمنتخبات الرياضية التي فرض عليها السفر برا، والمرور برداع بسبب الحصار الجائر الذي اقامه العدوان على بلادنا .
كما نأمل من وزارة الشباب والرياضة وهي تقيم بطولة الصمود لالف يوم من العدوان ان تضمن فعالياتها زيارة جامع ومدرسة العامرية وقلعة رداع التاريخية، ليعلم العالم كله ان البشر ليسوا صامدين فقط في يمن الحكمة والايمان، بل اثارهم الشاهدة على حضارتهم في قمة الصمود والتحدي.
الرياضة السياحية .. محمد النظاري
التصنيفات: ميادين