يبدو أن المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي، يريد إشعال المزيد من الحرائق في غابات تشيلسي، كي يزيد من الدخان المتطاير في السماء، ليلفت نظر الجميع إلى أن شيئا ما يحدث داخل أسوار النادي، وهو كمن يحاول الحديث وفمه مليء بالماء. سياسة كونتي في التعبير عن استيائه من طريقة إدارة النادي اللندني للصفقات، ووصول الأمر مع رئيس النادي إلى طريق اللا عودة، جعلت من حامل اللقب ومسمار القوة في حوائط الفرق الإنجليزية، فريسة سهلة المنال من الصغير قبل الكبير، ولعل في ماساة واتفورد خير دليل على ما نقول. 7 أهداف في مباراتين فقط، تلقتها شباك تشيلسي من فريقين يعانيان في البطولة..بيرنلي وواتفورد، كانت كفيلة بصب الزيت على النار، وكشفت عن وهن خيوط الفريق، وانعدام حياة التنافس في أوصاله، وجلس كونتي المعروف عنه تفاعله مع كل هجمة، في مقعد المتفرج، وكأنه نيرون الذي اكتفى بمشاهدة روما وهي تحترق.
توقعنا أن يأتي قرار إقالة كونتي بعد ماساة واتفورد مباشرة، لكنه لم يصدر، رغم انتظار المدرب الإيطالي له في ذات يوم الخسارة، بالقول إنه جاهز لقرار الرحيل، وكأنه يدفع ابراموفيتش لاتخاذه. سيكون كونتي أمام اختبارين أخيرين، قبل مواجهة برشلونة التي يرتقبها الجميع في دوري أبطال أوروبا، حيث سيلتقي ويست بروميتش البيون، ومن بعده المتصدر مانشستر سيتي، ليثبت أن ما حدث لا يتجاوز الكبوة، والابتعاد عن سوء الظن، بأنه يتعمد إشعال الحرائق في البيت الأزرق، بعد أن تراجعت الحالة المعنية كثيرة للبلوز، ووصلت إلى الحضيض. تساءل أحد المحللين عن الكيفية التي سيواجه بها تشيلسي هجوم برشلونة المرعب، وهو يتلقى أهدافا ساذجة من فرق بالكاد تكافح بالبريمييرليج، وفي الوقت ذاته، يصر نجم الفريق هازارد، على أن كرة القدم تتميز بالمفاجآت، وأنه بالإمكان هزيمة برشلونة الذي لم يقهر حتى الآن في الليجا أو دوري الأبطال. الكرة في ملعب كونتي، رغم أن التوقعات في الغالب، تصب في الغاب نحو القرار المنتظر..الذي قد لا يمنحه حتى فرصة الوقوف أمام العملاق الكتالوني.