د. جابر يحيى البواب
ايام الاحتفال بالأعياد الوطنية مايو وسبتمبر واكتوبر ونوفمبر من كل عام تقترب معها همة واهتمام قيادات وزارة الشباب والرياضة ممثلة بقطاع الرياضة الذين يسارعون الى اعداد المراسلات ومخاطبة الاتحادات ومكاتب الشباب والرياضة بضرورة خلق انشطة رياضية وفعاليات تنافسية احتفاءً بالأعياد الوطنية وتعبيرا عن الفرحة والابتهاج ، الاحتفال امر طبيعي والابتهاج شيء مهم لراحة النفس وتفريغ الشحنات السالبة وطارد للكبت والاكتئاب ، الى هنا والمسألة طبيعية لكن عندما نضع تساؤل حول مستوى الانشطة والخطط والبرامج التي يتبعها ذوي العلاقة بالوزارة والاتحادات والاندية في الوصول الى ساحة المنافسات ومضمار تنظيم الفعاليات فأننا نصاب بالصدمة والاحباط لماذا؟
لان ما هو طبيعي غير متوفر وما يجب ان يكون منظم غير منظم وما يوجب البرمجة غير مبرمج وما يلزم التخطيط غير مخطط له، بوضوح اكثر لا يوجد دوري كروي سنوي منظم ولا يوجد دور للألعاب الاخرى معد مسبقا ولا يوجد ممارسات تدريبية لبقية الانشطة الرياضية مبرمجة ومزمنة وتسير وفق تصنيف الفئات العمرية المختلفة والمستويات المتعددة للألعاب، ومع ذلك يتم تجميع الرياضيين وسلبهم من الحارات والشوارع والمدارس والزج بهم في منافسات شبة وهمية كل الهدف منها هو البروز في احتفالية فوتوغرافيه تتصدر صفحات الاخبار الرياضية وتتوج بعناوين رنانة احرفها قيادات لا تطلع على مستوى اداء اللاعبين ولا تقيم كفاءة البرامج ولا تسأل عن قدراتها المهارية والفنية التي اكتسبتها والتي تمنحها الكفاءة في تحقيق الانجازات والانتصارات في حال ما زجت في بطولات محلية او دولية.
اصرار وعزيمة ووطنية لاعبي المنتخبات الوطنية هي من تحقق لليمن انجازات في المنافسات الدولية ، وليس الاعداد والبرامج والممارسات التنافسية المخطط لها تخطيط قصير وطويل المدى ، لان ذلك منعدم ولا نستطيع ان نغالط انفسنا ونقول اننا وفي ظل الحصار والعدوان وانعدام الولاء الوظيفي الرياضي والضمير الوطني والامانة المهنية والادارية والفنية ،سوف نحقق الانجازات ونحصد الميداليات ونتوج بالمركز نتيجة للتخطيط الاستراتيجي، بل انها المهارات القدرات الانية والظروف الناتجة عن قصور في الخصم من تمنح لنا التقدم والانجاز الذي ما يلبث ان ينتهي عندما نواجه منهم اكفاء واقدر واجدر نتيجة لاهتمامهم بالتخطيط والاعداد المسبق.
بالأمس حقق منتخبنا الوطني للناشئين انجاز كبير ورائع وتأهل لكأس أسيا 2020م كذلك حقق منتخب ناشئي اليمن في كرة السرعة بقيادة الدكتور / محمد مفلح مدرب المنتخب المشارك في البطولة العربية لكرة السرعة المنظمة في مصر سبتمبر 2019 جلهم من الجاليات المقيمة في مصر انجاز رائع تمثل في حصد 37 ميدالية هذا على المستوى الالعاب الجماعية اما على مستوى الالعاب الفردية فهناك نجوم يمانيون يحققون انجازات ويحصدون المراكز ، امثال لعب الشطرنج معتز منيف الجائفي او منتخب الباراولمبي والذين حققوا ميداليتين في بطولة غرب الالعاب البارأولمبية المنظمة بالأردن من خلال اللاعبين خالد احمد عبده فضية الكراسي المتحركة 200م واكرم عبده علي برونزية الاثقال 54كم، كذلك تحقيق مدربين لمستوى عالي من التفوق في مجال التدريب او التحكيم اخره تفوق مدرب الجمباز الكابتن يحيى الحبابي وحصوله على شهادة دورة الدراسات التدريبية الدولية المنظمة في القاهرة ، وتحقيق الاولمبي خصروف لعدد كبير من النقاط المؤهلة لأولمبياد طوكيو 2020، ايضا حصول اللاعب اليمني احمد عسكر على لقب كوريا الجنوبية للمحترفين في رياضة الملاكمة، اللاعب صلاح البدوي الذي هوم الملاكم الصيني بالضربة القاضية في بطولة كوالالمبور انجازات معظمها لرياضيين يمنين يعيشون في الخارج ويتمتعون بالأمن ولأمان والمعيشة المتزنة التي تمكنهم من ممارسة التدريبات بشكل منتظم.
قد يجوز لنا ان نمنح العذر لتدني مستوى ممارسة الرياضة والتدريب والاستعداد للمنافسات والفعاليات والانشطة الرياضية نتيجتا للعدوان والحصار، لكن ليس للحد الذي يتحول فيه النشاط الرياضي الى ركود وخمول تام رغم امكانية الممارسة بنسبة 80% ، اجزم ان لدى شبابنا طاقات وقدرات واصرار لا حدود له يمكنهم من العمل والنشاط والتدريب حتى مع استمرار الحصار والعدوان لكني اشك في قدرات وطاقات وضمير القيادات والمسؤولين الذين يتخاذلون في اداء واجباتهم وتنفيذ مهامهم والعمل على ما اؤتمنوا عليها من مسؤوليات سوى على مستوى قطاع الرياضة او على مستوى الاتحادات والاندية.