ميسي ونيمار.. عتاب ما بعد الكارثة ! – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

ميسي ونيمار.. عتاب ما بعد الكارثة !

الزمان: السبت 31 أغسطس قبل نهاية الميركاتو الصيفي بيومين

المكان: منزل ضخم في كتالونيا يضم حديقة كبيرة وملعب كرة قدم

كانت السماء تقترب من الغروب عندما قرر ليونيل ميسي الخروج للسير في حديقة منزله الواقع في مقاطعة كاستيلديفيلس بكتالونيا، ومصطحبًا معه الهاتف لعله يسمع أخبارًا جديدة عن عودة صديقه نيمار.
لم يكن توتر ميسي في أعلى درجاته كما كان في الأسابيع الأخيرة، فهناك خبر سار أطلقته شبكة “سكاي سبورت إيطاليا” قبل ساعات بأن برشلونة وباريس سان جيرمان توصلا لاتفاق، ونيمار في طريقه إلى “كامب نو” قبل 3 أيام من انتهاء الميركاتو.
ذكريات الريمونتادا وثلاثية 2015 لم تكن تفارق عقل ميسي أثناء الصيف، ولكن هناك أيضًا كابوسًا يريد البرغوث التخلص منه، وهو الخروج المهين للبارسا في كل عام من دوري الأبطال، ولذلك أثناء تجول ليونيل في الحديقة ظل يردد “لتعود ونفعلها مجددًا.. لتعود ونفعلها مجددًا”.
لم يقطع تسلسل الذكريات في عقل ميسي إلا صوت هاتفه، وهنا لمعت عين البرغوث قائلًا “لقد جاء الخبر المنتظر”، حيث إن جوسيب ماريا بارتوميو رئيس النادي هو المتصل، وهذه هي المكالمة التي ظل راقص التانجو ينتظرها منذ سماع الخبر الذي أذاعته “سكاي”.
بارتوميو: أهلا ميسي.. ما هي أخبار إصابتك؟
ميسي: سأخبرك ولكن حدثي أولًا عن طلبي.
بارتوميو: قدمنا كل ما نستطيع عرضه.. ولكن نيمار لن يأتي هذا الموسم.
ميسي: ولكنك وعدتني!
بارتوميو: صحيح ولكنهم أرادوا أن يجعلونا سخرية العالم بأسره.. إنهم طلبوا ضم راكيتيتش وتوديبو وديمبلي بالإضافة إلى 170 مليونًا.. ألا ترى أن الموافقة على ذلك جنون؟
لم يقدر ميسي على مجاراة بارتوميو في الحديث وظل صامتًا لبرهة، قبل أن يختتم المكاملة بنبرة حزينة أصابها اليأس “حسنًا ولكن هل تعدني بأن يعود في الموسم المقبل؟”.
هنا رد بارتوميو بصرامة “الكرة الآن في ملعب نيمار.. إن أراد العودة في الموسم المقبل حقًا فهو من يجب أن يوعدك”.
انتهت المكالمة بجملة مثيرة سيدور حولها الكثير من المناوشات بين نيمار وسان جيرمان إذا أراد اللاعب العودة حقًا في الموسم المقبل، حيث إن بداية من صيف 2020 يستطيع النجم البرازيلي فسخ عقده والرحيل عن حديقة الأمراء دون موافقة النادي الباريسي وفقًا لقواعد الفيفا.
لم يرغب ميسي في إكمال جولته في الحديقة، بعد أن أفسدت المكالمة الحلم الذي بدأ يراه وكأنه حقيقة، ولكن جملة بارتوميو الأخيرة لا يزال صداها يخترق أذنه، وهنا لم يتردد البرغوث في فتح الهاتف مجددًا والاتصال بنيمار، لعله يجد عند الأخير إجابة تمنحه أملًا بشأن الصيف المقبل.
ميسي: لم أكن أخطط للاتصال بك، ولكني كنت أجهز لحفل شواء احتفالًا بعودتك.
نيمار بصوت يخالطه البكاء: لقد أخبروني بفشل المفاوضات.. أصبحت مجبرًا على البقاء في الجحيم لعام آخر.
ميسي: علمت بالأمر.. هل أدركت يا صديقي لماذا كنت أحذرك من هذه المغامرة؟
نيمار: لم أتوقع هذا السوء لقد عشت عامين من العذاب والجلوس في المدرجات مصابًا أكثر من التواجد بالملعب، كما أن المعاناة ازدادت الآن بعد أن رفعت جماهير سان جيرمان لافتات ضدي في مباريات الفريق، لا أتصور أن قدمي ستقدر على دخول حديقة الأمراء مجددًا. إذا خضت مباراة هناك ربما ما سيدور في رأسي طوال اللقاء متى سينزل أحدهم إلى الملعب للفتك بي والتحول إلى بطل شعبي في باريس.
ميسي: حسنا ولكنك كنت تملك الحل؟
نيمار: أي حل؟
ميسي: نصيحة بارتوميو وأبيدال لما لم تأخذ بها.. لماذا أصابك الخوف من التحدث علنًا أمام وسائل الإعلام بأنك تريد العودة إلى برشلونة، ولن تلعب لغيره هذا الموسم؟ هل إنك لم ترد إغضاب ريال مدريد لعلك تهرب إلى سانتياجو برنابيو إذا تأزم الموقف بين النادي وباريس؟
نيمار: مهلًا يا صديقي.. أنا أخبرت إدارة باريس بالفعل إنني لا أريد سوى برشلونة، ولكن التحدث علنًا في الإعلام كان سيزيد العناد مع المسؤولين، وربما يتحول الأمر إلى تحدٍ لن يدفع ثمنه سوى أنا.. أما ريال مدريد فأنا ذاهب الآن لعقد لقاء مع مبعوثهم وإخباره بأنني سأستمر هذا الموسم في سان جيرمان، وأنه لا فائدة من محاولتهم التقدم بعرض جديد في اليومين المقبلين.
ميسي: تذكر يا صديقي في صيف 2017 عندما أخبرتني بأنك ستذهب إلى باريس حاملًا معك حلم الكرة الذهبية وبناء إمبراطورية خاصة بك في الدوري الفرنسي، ماذا كان ردي؟
نيمار: لم أكن وقتها في عقلي.. لقد أغروني بالكثير من الأموال والأحلام التي كانت تراودني منذ الصغر.
ميسي: قلت لك بأن تتعلم من قصة إبراهيموفيتش الذي ذهب إليهم مضطرًا بعد أن باعه ميلان، ورغم أن مكانته هناك باتت تقارب منزلة برج إيفل ولكنه قرر الرحيل مقتنعًا أن لا أمل هناك في منافسة على دوري الأبطال أو الكرة الذهبية، لأن اللعب ضد منافسين أضعف بمراحل يقتل متعة التحدي لديك، ثم يصيبك بأزمة قلبية مفاجئة عند مقارعة الكبار في دوري الأبطال.. ولكن حدثني هل لازلت تتذكر يوم الريمونتادا؟
نيمار: أنا أتغنى به علنًا كلما سئلت في الإعلام عن المباراة الأفضل لي في دوري الأبطال.. هل سنستطيع تكراره في المستقبل القريب؟
ميسي: نستطيع ولكن يتوقف الأمر عليك؟
نيمار: الأمر في يدي.. كيف ذلك؟
ميسي: تستطيع فسخ عقدك مع سان جيرمان في الصيف المقبل مقابل دفع تعويضات وفقًا لقوانين الفيفا.. لقد أخبرني بارتوميو بالأمر.
نيمار: حسنًا وأنا أيضًا كنت أجهز لهذه الخطة.. ولكن هناك شكًا يدور في رأسي.
ميسي: ما هو؟ هل ستعود للتفكير في إمكانية الانتقال إلى مدريد؟
نيمار: لا لم أقصد هذا السيناريو، ولكن هل سيوافق بارتوميو على دفع هذا الرقم لإعادتي إلى برشلونة في الصيف المقبل؟
ميسي: وما الذي يجعله يتردد في إعادتك؟
نيمار: ربما رفضي التنازل عن قضيتي ضد برشلونة أو تعدد إصاباتي في آخر موسمين.
ميسي: كنت أريد مناقشتك فيما يخص القضية ولكن أصابني الحرج، هل لا تزال تفكر فقط في الأموال؟
نيمار: أبدًا يا صديقي.. وسأطمئن قلبك في هذه الجزئية بأنني عرضت دفع 20 مليون يورو لسان جيرمان، كي يوافقوا على إعادتي إلى برشلونة، كما أنني أخبرت بارتوميو بموافقتي على تقاضي راتبي القديم في كتالونيا إذا كتبت لي العودة.
ميسي: أنا أيضًا كنت مستعدًا للتضحية بالأموال من أجلك، لقد عرضت أنا وبيكيه على الإدارة أن نساهم في رفع العرض المادي المقدم إلى سان جيرمان، ولكنهم رفضوا.
نيمار: قرأت ذلك في صحيفة “سبورت” ولم أسيطر حينها على دموعي.. أنتم حافظتم على العهد الذي خالفته، ولكن أعدكم بتحريك المحامين من الآن، للبدء في دراسة إجراءات فسخ عقدي مع سان جيرمان.
ميسي: أصدقك ولكنك الآن أمام اختبار إذا اجتزته ستعود لكسب قلوبنا وقلوب الجماهير هنا قبل العودة، وهو التنازل عن قضيتك ضد برشلونة.. لن أعاود الاتصال بك مجددًا حتى تسعدني بهذا الخبر السار.. إلى اللقاء يا صديقي.

التصنيفات: الدوري الفرنسي,عاجل