المتيمون بمناصرة ومتابعة كرة القدم اليمنية في عصرها الذهبي هم وحدهم فقط من يدركون ويعون المكانة الحقيقية لأولئك النجوم الذين ملؤا كل الآفاق شهرة ونجومية وهم وحدهم من يقدرون الامكانات الفنية والذهنية والبدنية التي يتمتع بها أولئك النجوم في كل ناد من أندية الوطن الحبيب وبدرجة أساس أندية محافظة عدن التي ظلت أنديتها تعج بعديد الكفاءات المتميزة والنادرة، وفي مختلف المراكز منذ الخمسينيات في القرن المنصرم وحتى الثمانينيات وفي تلك الحقبة الذهبية وتحديداً من منتصف الستينيات إلى مطلع ومنتصف السبعينيات برز الكثير من أولئك الأفذاذ الذين سطروا بابداعاتهم وإمكاناتهم الهائلة أجمل المفردات الكروية التي طالما أسرت الكثير من القلوب والعقول وكي لا نتوه في سراديب هذه التوطئة كثيراً دعونا نتعرف معاً على نجم هذه الاطلالة الذي طالما سلب العقول القلوب بمهاراته وإبداعاته الكروية وبأهدافه الساحرة والجميلة المفعمة بصفة مستديمة بكثير من الدهاء والذكاء أنه النجم الكبير والمهاجم الأسطوري البارع عزيز الكميم الذي سطع نجمه وذاعت شهرته في مطلع السبعينيات بطريقة مذهلة وغير مسبوقة في ناديه وبيته الأول الجزيرة “شمسان الجبل”. يوم أن كان الجزيرة يضم في صفوفه كوكبة متألقة من ألمع نجوم كرة القدم وفي مختلف المراكز مثل يحيى فارع – زكي – جميل سيف – القادري – فضل عبدالفتاح وبحسه الكروي الجميل استطاع نجمنا الرائع عزيز الكميم أن يشق لنفسه وبنجاح منقطع النظير طريقا آمنا صوب الألق والتميز ليصبح في فترة وجيزة واحداً من أبرز عمالقة الهجوم ليس في ناديه الجزيرة فحسب بل في أندية عدن الرياضية بشكل عام، فبعد أن كان بديلاً للنجم العملاق يحيى فارع في بطولة كأس سالم عمر صار وبطريقة مذهلة أحد العناصر الفاعلة والمؤثرة في خط المقدمة لفريقه الجزيرة وصارت أهدافه ومهاراته الفنية حديثاً شائعاً يردده كل مناصر ومنافس على حد سواء ليزداد القا وتميزا في أكثر من مواجهة كروية خصوصاً بعد تلكم المواجهة الكروية التي خاضها مع فريقه الجزيرة أمام فريق الجيش والذي كان يضم في صفوفه مجموعة كبيرة من أشهر المدافعين مثل الراحل عبدالله هرر – حسين جلاب – عثمان خلب إلا أن نجمنا الكبير والمهاجم الأسطوري عزيز الكميم تفوق عليهم جميعاً بقدراته المتعددة والمذهلة حينما كان يتجاوزهم بثقة مطلقة وذكاء نادر ليصل إلى مرمى الجيش بطرق متعددة ومتنوعة وليسفر ذلك التنوع في أدائه الهجومي عن احرازه لثلاثة أهداف نظيفة عنوانها الروعة والإبداع. وبعد أن أسهم نجمنا العملاق عزيز الكميم بأهدافه المدروسة في صناعة الكثير من الانتصارات لناديه الجزيرة وأهمها ذلك الانتصار الذي صرح به قبل حدوثه بيوم وفي عقر نادي التلال وبحضور بعض السلطات العليا حسب النجم الأسبق في ناديه الجزيرة، عبدالقادر حسن القادري جزم نجمنا العملاق حقائبه متجها صوب الجزء الشمالي من الوطن، ليستقر به المقام في نادي الطليعة بعد أن أبدى رغبته الالتحاق في فريقها الكروي ويومها رد عليه المدرب والأستاذ الراحل عبدالجليل جازم بالقول بانشوفك بعد التمرين ليفرط الطليعة بأجمل صفقة كروية عبر مدربه بن جازم الذي سبق له أن واجه نجم الجزيرة الأروع يحيى فارع سلام بالطريقة ذاتها فما كان من النجم الأسطوري وثعلب الملاعب عزيز الكميم إلا أن قام بشد الرحال إلى العاصمة صنعاء ليجد المناخات الملائمة والترحاب الكامل في ناديه الجديد شعب صنعاء. وفي شعب صنعاء وجد العزيز ابن الكميم نفسه في بيئة حاضنة للإبداع وبعد أن دون اسمه في كشوفات الشعب شاءت الصدف الجميلة والمنصفة أن يأتي اللقاء الأول لشعب صنعاء أمام نظيره الطليعة على ملعب الشهداء بتعز يومها أخرج عزيزنا الكميم كل مكنوناته وفجر طاقاته الإبداعية منها شوط اللقاء الأول بتسجيله ثلاثة أهداف نظيفة في مرمى الطليعة ليمر عقب ذلك الشوط من أمام مدرب الطليعة الراحل عبدالجليل جازم ليشير إليه باصبعيه، وخاطبه بايجاز قائلاً “شفتنا” وأضاف يقول باقي لك ثلاثة وللتدليل على ثقته الكبيرة بقدراته وإبداعاته الكروية المتعددة التي أهلته ليكون المعشوق الأول والأوحد لجماهير ناديه الشعب الصنعاني والمناصرين للمنتخبات الوطنية حدث ذات مرة وقبل لقاء جمع فريقه مع وحدة صنعاء أن أخطر المدافع العملاق عبدالله الهرر الذي لعب للوحدة يومها بأنه سيحرز هدفا من خلاله وكان له ما أراد وهكذا كان نجمنا والهداف الأسطوري عزيز الكميم يزداد ألقا ونجومية لا يمكن حصرها ورصدها في مثل هكذا مساحة بل في كتاب شامل يسرد عطاءاته الخالدة وبعمق شديد فنجمنا الأسطوري عزيز الكميم هو وطن في كتاب وكتاب في وطن.