أثارت محكمة التحكيم الرياضية جدلا واسعا في الأوساط الرياضية، بإعلانها إلغاء قرار الاتحاد الإفريقي لكرة القدم القاضي بإعادة نهائي دوري أبطال إفريقيا، دون أن تبت في مصير اللقب.
وفي وقت تفاعلت فيه جماهير الترجي التونسي مع التغريدة التي نشرها الأخير عبر حسابه الرسمي، وأعلن فيها نفسه بطلا للمسابقة القارية، تناقلت جماهير الوداد المغربي بيان محكمة التحكيم الرياضية “التاس”، الذي يشير إلى إلغاء قرار “الكاف” القاضي بإعادة المباراة، ومنح اللجان المختصة داخل الاتحاد الإفريقي، صلاحية البت في الأحداث التي شهدها إياب نهائي دوري أبطال إفريقيا 2019، مع اتخاذ كل القرارات التأديبية المناسبة، بما فيها البت في قرار إعادة المباراة من عدمه.
ولتسليط الضوء أكثر على قرار “التاس”، وتوضيح الخطوات التي ستتبعه من قبل اللجان المختصة في “الكاف”، وكما وضح الصحفي الرياضي التونسي شهير الكافي، وكذلك مع الناقد الرياضي المغربي جمال اسطيفي، واستقى أراءهما في الموضوع.
وأكد شهير الكافي، أن محكمة التحكيم الرياضية لم تقر بتتويج الترجي، والقرار الأبرز كان إبطال قرار المكتب التنفيذي لـ “الكاف” القاضي بإعادة المباراة، والذي اتخذ في السادس من يونيو الماضي.
ويرى الكافي، رفض “التاس” طلب الوداد بالتتويج باللقب من غير العودة حتى للعب المباراة مرة أخرى، وإسناده للجان المختصة داخل الاتحاد الإفريقي صلاحية البت في الأحداث التي عرفها إياب نهائي دوري أبطال إفريقيا 2019، يرى في ذلك مؤشرا قويا على أن النطق بمنح اللقب للترجي سيخرج من لسان “الكاف”.
وشدد الصحفي التونسي في الوقت نفسه، على أن كل شيء ممكن، فقد تقرر اللجان المختصة إعادة المباراة أو تعلن فوز الترجي، باعتبار الوداد منسحبا من المباراة، مضيفا: “كل شيء ممكن وهناك فرضية أن القرارات قد تصب لمصلحة الترجي”.
في المقابل، فسر الناقد المغربي اسطيفي، قرار “التاس” على أنه لم يحسم مصير لقب دوري أبطال إفريقيا، وأن اللجان المختصة التابعة للاتحاد الإفريقي (خاصة اللجنة التأديبية)، هي التي ستتولى إصدار القرار النهائي.
وأوضح الناقد الرياضي المغربي، أن محكمة التحكيم الرياضية “رأت أنه على مستوي الشكل، فالمكتب التنفيذي للكاف لم يكن مخولا قانونيا بإصدار الحكم (إعادة المباراة)، وبالتالي يجب على لجنة مختصة داخل الكاف أن تتولى إصدار القرار، أي أن قرار المحكمة الرياضية أعاد الأمور إلى اللجان المختصة في الكاف، التي يمكن أن تكون قراراتها امتدادا للقرار الأول، ويمكن أن تفرض عقوبات قاسية على الترجي وعلى بعض مسؤوليه (بسب الأحداث التي عرفتها تلك المباراة)”.
وبسؤاله عن إعلان الترجي عبر حسابه الرسمي في “تويتر”، تتويجه باللقب الإفريقي عقب إصدار قرار “التاس”، علق اسطيفي قائلا: “الترجي تسرع لأنهم سمعوا القرار الأولي بإلغاء التاس لقرار الكاف، ففهموا بشكل متسرع أن الأمر يتعلق بمنح اللقب للترجي، قبل أن يعلموا بالبلاغ النهائي لمحكمة التحكيم الرياضية، الذي أوضح الأمور وأعادها إلى نصابها، وأوضح بشكل قاطع أن مصير اللقب لم يحسم بعد، بل كان هناك تسرع من الترجي”.
وأكد اسطيفي أنه تواصل مع رئيس اللجنة القانونية بالترجي، رياض تويتي، واستفسر بشأن “التغريدة”، وكشف له الأخير أن “خطأ وقع في تفسير القرار الأولي للتاس، ما سبب إعلاننا فوز الترجي باللقب”.
وفي وقت أبدى فيه الصحفي التونسي الكافي توجسه من لعبة الكواليس داخل دواليب “الكاف”، أصر الناقد المغربي اسطيفي على أن هناك مراقبة من “التاس”، وأن اللجان المختصة لابد أن تحترم الأمور الشكلية والعقوبات المنصوص عليها في قوانين الاتحاد القاري، وإذا تم ذلك، فلن يكون هناك أي إشكال في إصدار القرار الملائم لهذه المباراة، لأن الأمر يتعلق بملف غير مسبوق في تاريخ محكمة التحكيم الرياضية.