رغم الصفقات الهائلة التي أبرمها نادي ريال مدريد هذا الصيف، إلا أنَّ فترة الإعداد للموسم الجديد لا تحمل أي مؤشرات لتغير الحال عن الأشهر الماضية، التي شهدت انهيار الفريق على كافة المستويات. وخرج الفريق الملكي من الموسم الماضي بنتائج كارثية، بعدما احتل المركز الثالث في ترتيب الليجا، بالإضافة لخروجه المبكر من دوري أبطال أوروبا، وكأس ملك إسبانيا. ومع قدوم عدد من اللاعبين المميزين هذا الصيف، دبَّ التفاؤل بين صفوف الجماهير، اعتقادًا منهم بأن الأمور ستمضي على نحو مغاير لما حدث بالموسم المنصرم، إلا أن المؤشرات الأولية تنذر بتواصل مسلسل الانهيار. إلى جانب ذلك، سادت حالة من الغرور داخل أروقة النادي الملكي، بداية من فلورنتينو بيريز، رئيس النادي، مرورًا بالمدرب الفرنسي زين الدين زيدان، وحتى بعض اللاعبين. ونلقي الضوء ، على الآفة التي استشرت في جسد الريال في الفترة الأخيرة، على النحو التالي: غرور بيريز ظهرت بوادر الغرور على فلورنتينو بيريز منذ بضع سنوات، لا سيما خلال تعامله مع عددٍ من نجوم الفريق غير الإسبان، على رأسهم كريستيانو رونالدو، الذي انتقل إلى يوفنتوس الموسم الماضي. واعتقد بيريز، أنَّ الفريق لن يتأثر برحيل رونالدو، والأغرب أنَّه لم يتحرك لجلب بديل له من العيار الثقيل؛ لسد الفراغ الذي خلفه الدولي البرتغالي، اعتقادًا بأن الفريق هو العامل الرئيسي في تألق الدون، وليس العكس. ودفع بيريز، ثمن ذلك غاليًا، بعدما رأى انهيار فريقه في لمح البصر، لمجرد خروج لاعب واحد. وأدرك الرئيس العجوز، 72 عامًا، بعد فوات الأوان خطأه، الذي تسبب في مقصلة متواصلة لمدربي الفريق في الموسم المنصرم.
واتضح غرور بيريز بشكل كبير في بيان النادي، الذي أعلن خلاله إقالة جولين لوبيتيجي، إذ تضمن رسالة غير مباشرة تقلل من شأن المدرب الإسباني، حيث جاء فيه “نتائج الفريق لا تتناسب مع تواجد 8 لاعبين مرشحين لنيل الكرة الذهبية”، وذلك في العام الماضي. واعترف بيريز في نهاية الموسم، وبعد إعادة زيدان لمنصب المدير الفني، أنَّ المشكلة لم تكمن في لوبيتيجي، مؤكدًا أنه فهم ذلك لاحقًا. تحول زيدان فور عودة زيدان بعد بضعة أشهر على رحيله، بدأ المدرب الفرنسي في الظهور بوجه غير مألوف عن الذي اعتادته الجماهير في مؤتمراته الصحفية على مدار 3 سنوات سابقة. وبدأ زيدان في التفوه بتصريحات غير معتادة منه، أبرزها كلماته الحادة عن جاريث بيل عقب مباراة الجولة الأخيرة لليجا بالموسم الماضي، حينما سُئل عن سر عدم الدفع باللاعب، الذي ظل بديلًا حتى نهاية اللقاء، ليجيب “لو كان هناك تبديلًا رابعًا لما أشركته أيضًا”.
مسلسل تصريحات زيدان وتحوله المفاجئ لم يتوقف، بل عاد لمباغتة بيل مؤخرًا بالقول بأنه يتمنى أن يرحل بيل على الفور، قبل أن يفاجئ الجميع بحديثه عن لاعبه الكولومبي خاميس رودريجيز، قائلًا “مستقبله لا يشغلني”. وربما أصيب زيدان بآفة الغرور بعد رؤيته للفريق الملكي غارقًا بعد رحيله، قبل أن يتحرك بيريز لإقناعه بالعودة، ما تسبب في شعوره بالنشوة، بعدما رأى الجميع أن الفريق انهار بدونه بشكل كامل، رغم أنَّ عودته لم تضف جديدًا حتى الآن. غرور كورتوا واستشرى داء الغرور بقوة داخل جدران النادي، ليصيب بعض لاعبيه أيضًا، على رأسهم الحارس البلجيكي تيبو كورتوا. ورغم الانتقادات التي تعرض لها منذ انضمامه للريال العام الماضي، إلا أن كورتوا أظهر ثقة مفرطة في نفسه مؤخرًا، لا توازي مردوده وسِجله مع الميرينجي. كورتوا خرج في تصريحات الأسبوع الماضي، قال فيها إنه “أصبح من الواضح للجميع من الرقم 1 في مدريد”، في إشارة لكونه حارس الريال الأول، وليس زميله الكوستاريكي كيلور نافاس. وكالعادة جاء الواقع مغايرًا لتلك النبرة الاستعلائية من كورتوا، بتلقي شباكه 5 أهداف دفعة واحدة خلال مواجهة أتلتيكو مدريد الودية، التي انتهت بفوز الأخير (7-3)، لتواصل سفينة الريال غرقها في بحر الغرور، والنتائج الكارثية.