تدخل تقنية المساعدة بالفيديو في التحكيم “فار” منافسات نهائيات كأس أفريقيا في كرة القدم، بدءاً من الدور ربع النهائي، الذي ينطلق اليوم الأربعاء، بعد تجارب غير مشجعة قارياً آخرها في نهائي دوري الأبطال.
ففي تصريحات الجمعة الماضي، أكد الأمين العام للاتحاد الإفريقي لكرة القدم المغربي معاذ حجي أن “التجهيزات باتت متوافرة، والتجارب بدأت”، مشدداً على أنه “حتى الآن، كل الأمور تسير على ما يرام”.
وأضاف: “لا يجب أن ننسى أن الفار تتطلب ليس فقط تجهيزات، خبرة. نحن في مرحلة اليوم، مع كل التحكيم الإفريقي، لنضع الأمر حيز التنفيذ، من خلال التدريبات ليكون كل الحكام متوافقين مع معايير التقنية عالمياً”.
وأثارت التقنية جدلاً واسعاً في إياب الدور النهائي لمسابقة دوري الأبطال في 31 مايو الماضي بين الترجي التونسي والوداد البيضاوي المغربي. فبعد تعادل الفريقين في الرباط ذهابا (1-1)، أقيمت مباراة الإياب على ملعب رادس في ضواحي العاصمة التونسية، وتقدم فيها الفريق المضيف 1-0، قبل أن تتكرر مطالبات اللاعبين المغاربة باللجوء الى التقنية لمراجعة بعض الحالات، ليتبين أنها معطلة ولا يمكن استخدامها.
وانسحب لاعبو الوداد من أرض الملعب، قبل أن يعلن الحكم فوز الترجي بعد توقف المباراة لنحو ساعة ونصف ساعة. لكن الاتحاد الإفريقي، وعلى رغم تسليم الفريق التونسي كأس البطولة، عاد وقرر إعادة مباراة الإياب على ملعب محايد بعد نهاية بطولة أمم إفريقيا التي تستضيفها مصر حتى 19 يوليو الحالي.
وحتى قبل بدء تطبيقها، وجدت التقنية طريقها إلى تصريحات المدربين، ومنهم مدرب غانا جيمس كويسي أبياه الذي اعترض على إلغاء حكم مباراة فريقه ضد تونس في الدور ثمن النهائي الإثنين (فازت تونس 5-4 بركلات الترجيح بعد التعادل 1-1)، هدفا لغانا في الشوط الأول بداعي وجود لمسة يد، لم تظهر واضحة في لقطات الاعادة التلفزيونية.
وقال أبياه إن تقنية الفيديو “ستساعد كثيراً كرة القدم الإفريقية. لو كانت متوافرة (في مباراة الأمس في الاسماعيلية)، لربما نلنا نتيجة مختلفة”.
وفي المؤتمرات الصحافية، تطرق عدد من المدربين إلى تقنية الفيديو التي تثير من بدء اعتمادها رسميا من قبل الاتحاد الدولي (فيفا)، لا سيما في مونديال روسيا 2018، جدلا وانقساما بين مؤيد ومعارض.
وقال مدرب منتخب بنين الفرنسي ميشال دوسوييه، الذي يواجه السنغال في أولى مباريات الدور ربع النهائي: “آمل في أن تعمل (التقنية) حتى النهاية ولا تحصل مشاكل تقنية”، معتبراً أن هذه التقنية “هي إضافة لكرة القدم لأنها تصحح قرارات غير عادلة، قد تصب لمصلحتكم في يوم ما، وعلى عكس مصلحتكم في آخر”.
من جهته، قال المدافع السنغالي ساليف سانيه: “أنا لست محبذا كبيرا لتقنية الفيديو، لكن يمكن لها أن تساعدنا أو تعاقبنا، بعد ذلك، لا خيار أمامنا، سنتأقلم معها لكن لن نعتمد عليها، سنلعب كرة القدم التي نعرفها ونظهر من هي السنغال”، المنتخب الأفضل في القارة بحسب تصنيف الاتحاد الدولي (فيفا)، ومن أبرز المرشحين لإحراز اللقب القاري للمرة الأولى في تاريخه، لا سيما بعد خروج ثلاثة مرشحين بارزين في الدور ثمن النهائي هم الكاميرون حاملة اللقب ومصر المضيفة والمغرب.
في المقابل، بلغت الجزائر التي تقدم أداء هو من الأفضل في البطولة، ربع النهائي لملاقاة ساحل العاج الخميس، مثلها مثل تونس التي تواجه مدغشقر، مفاجأة النسخة الحالية للبطولة التي تشارك فيها للمرة الأولى.