دخل المنتخب الإسباني منافسات كأس العالم 2010 التي أقيمت في جنوب أفريقيا، بصفته المرشح الأبرز لإحراز اللقب، وبالفعل نجح الفريق في مسعاه ووقف على منصة التتويج للمرة الأولى، ليدخل التاريخ كونه أول منتخب أوروبي يرفع كأس العالم في بطولة تقام خارج قارّته.
وعلى مدار الأعوام الماضية، لم يتمكّن منتخب أوروبي من نيل اللقب خارج القارة العجوز، ففازت إيطاليا بالكأس على أرضها عام 1934، قبل أن تحتفظ به على الأراضي الفرنسية عام 1938.
وأقيم مونديال 1954 في سويسرا عندما ظفر منتخب ألمانيا الغربية باللقب، واستغلت إنجلترا عاملي الأرض والجمهور لتقف على منصة التتويج عام 1966.
وعاد الألمان ليفوزوا بلقبهم الثاني على أرضهم العام 1974، وتعملقت إيطاليا في اسبانيا، فرفعت الكأس العام 1982، قبل أن تنتزع ألمانيا الغربية لقبها الثالث قبل وحدتها مع ألمانيا الشرقية العام 1990 في إيطاليا.
ودوّنت فرنسا اسمها على لائحة الفائزين العام 1998 على أرضها، وقدّمت إيطاليا عروضا أخاذة توّجتها باللقب الرابع بالبطولة التي أقيمت في ألمانيا عام 2006.
وجاء الدور على إسبانيا لتنضم إلى قائمة الفائزين اللقب، لكن ذلك حدث في أول مونديال يقام بالقارة الأفريقية، وكان منتخب “لا روخا” فاز قبلها بعامين بلقب كأس أوروبا 2008، الأمر الذي جعله يتصدّر قائمة المرشّحين للمنافسة على لقب المونديال.
وأشرف على المنتخب الإسباني حينها، المدرب المحنّك فيسنتي دل بوسكي، واحتوى الفريق على مجموعة كبيرة من الأسماء اللامعة، أبرزها لاعب الوسط تشافي هرنانديز، وزميله في برشلونة أندريس إنييستا، وحارس المرمى الخبير إيكر كاسياس.
لكن مشوار المنتخب الإسباني لم يكن مفروشا بالورود، لا سيما وأنه خسر مباراته الأولى في البطولة أمام سويسرا بهدف نظيف، لكنه تعافى من خلال التغلّب على هندوراس بهدفين نظيفين من إمضاء دافيد فيا، قبل أن يهزم تشيلي 2-1.
وفي الدور ثمن النهائي، فازت إسبانيا على البرتغال بهدف نظيف لفيا، قبل أن تتفوّق على باراجواي بالنتيجة ذاتها وبهدف من اللاعب نفسه، وفي الدور نصف النهائي، قاد المدافع كارليس بويول بلاده لعبور ألمانيا بهدف رأسي وحيد، قبل أن يقول إنييستا الكلمة الأخيرة بهزه شباك هولندا بعد التمديد في المباراة النهائية على ملعب “سوكر سيتي” في جوهانسبرج.
وقبل إنجاز إسبانيا، فشلت أوروبا في إحراز لقب المونديال على غير أراضيها في 6 مناسبات، حيث خسرت تشيكوسلوفاكيا أمام البرازيل في نهائي مونديال تشيلي عام 1962، وسقطت إيطاليا بقسوة أمام البرازيل (1-4) في نهائي مونديال المكسيك 1970.
وأحرزت الأرجنتين لقبها الأول على أراضيها بفوزها على هولندا في نهائي مونديال 1978 بنتيجة 3-1، قبل أن يفوز التانجو بقيادة دييجو مارادونا باللقب العام 1986 في المكسيك إثر تغلّبها على ألمانيا الغربية 3-2.
وأهدت ركلات الترجيح اللقب للبرازيل على حساب إيطاليا في مونديال الولايات المتحدة، ثم سجّل “الظاهرة” رونالدو هدفين قاد بهما البرازيل لتجاوز ألمانيا 2-0 في نهائي مونديال كوريا الجنوبية واليابان 2002.
لكن إسبانيا ليست الدولة الأوروبية الوحيدة التي رفعت كأس العالم في قارة أخرى، حيث أعادت ألمانيا الكرّة في مونديال 2014 بالبرازيل، عندما تخطّت الأرجنتين في النهائي بفضل هدف بعد التمديد من ماريو جوتزه.
