أجرى الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” بالتعاون مع رابطة الدوري الإسباني للمحترفين “لاليجا” اختبارات في العاصمة مدريد من أجل تطوير تقنية إعادة الفيديو (VAR) والتي من شأنها أن ترسم ملامح مستقبل هذه التقنية في المستقبل.
ويأتي ذلك في إطار النجاح الذي حققته التقنية في منافسات الدوري الإسباني لكرة القدم “لاليجا سانتاندر” الذي طبقه لأول مرة في موسم 2018-2019.
وفيما ستبدأ العديد من الدوريات الأخرى حول العالم باستخدام التقنية بداية من الموسم المقبل، فإن “لاليجا” بدأت بالفعل باتخاذ خطوات إضافية للمزيد من عملية التطوير في استخدامها، ومن أبرزها آلية الكشف وضبط حالات التسلل.
وأجريت الاختبارات على ملعب بوتاركو الخاص بنادي ليجانيس، جنوب العاصمة مدريد، من خلال استخدام الخطوط الوهمية التي تظهر مباشر عبر التقنية عند تطبيقها.
وحضر الاختبارات ممثلو 8 من أبرز الموردين لهذه التقنية على مستوى العالم، لدراسة الآلية الجديدة لإظهار حالات التسلل، من خلال سلسلة من التجارب التي أقيمت على مدار اليوم على أرضية الملعب.
واستخدمت العديد من السيناريوهات المختلفة التي تصاحب المباراة بالعادة، ومنح كل مورد الفرصة لتجربة الأمر بحسب أدواته لضبط هذه الحالات، حيث عملت فرق العمل من أجل تحديد كيفية وضع الخطوط الوهمية بالصورة الدقيقة والسرعة المطلوبة من أجل إصدار الحكم النهائي عليها.
ويجري حاليًا تقييم هذه الاختبارات وتقييمها بواسطة مختبر بريطاني مرخص ومتخصص في هذا المجال، على أن يرسل قريبًا النتائج إلى “فيفا” و”لاليجا”، للمساعدة في تطوير نظام معترف به، من شأنه أن يحد من مجال الخطأ للأدوات المستخدمة في ضبط تقنية الفيديو، وتقدم درجة عالية من الدقة.
ويعد هذا الاختبار الثاني الذي يقوم به “فيفا” على ملاعب “لاليجا”، بعدما أجرى اختبارًا على ملعب ماستايا الخاص بفالنسيا في نوفمبر 2018، وتأتي المحطة الثانية لتعزيز من الروابط بين المنظمتين، اللتان تتشاركان الغاية من أجل جعل كرة القدم أكثر ابتكارا وأسهل لإدارتها من قبل الحكام.
وفي ظل النجاح للموسم الأول لتطبيق تقنية الفيديو في دوري الدرجة الأولى الإسباني “لاليجا سانتاندير”، فإن التقنية سيتم تطبيقها في دوري الدرجة الثاني الإسباني “لاليجا 1 2 3” بداية من الموسم المقبل 2019-2020.
ومن أجل هذه الغاية ساعدت “لاليجا” الأندية على تطوير الكابلات في ملاعبهم ووضع كاميرات ذات تقنية حديثة، بما يضمن أن تكون الصورة واضحة التي يتم نقلها للحكام والجماهير للحكم عليها بأسرع وقت ممكن.
علاوة على ذلك، تتوفر مرافق التدريب الحديثة الخاصة بها لمساعدة الأندية والمسؤولين داخل وخارج إسبانيا لفهم التكنولوجيا بشكل أفضل.
وتحدث سيرجيو سانشيز كاستانير، مدير التكنولوجيا لمشروع تقنية الفيديو (VAR) في “لاليجا”، قائلا: “كرة القدم لعبة ذات هامش جيد، وتحتاج إلى أكثر الحكام دقة لجعلها أكثر عدلاً قدر الإمكان، ونظرًا لأن تقنية الفيديو مثالية، ستستفيد الرياضة بأكملها لذا فمن المنطقي أننا سندعم تطويرها.”