لا تزال قضية تورط الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” في منح حق استضافة كأس العالم 2022 لقطر مستمرة، بعد أن تم الكشف عن تلقي الفيفا لمبالغ مالية ضخمة مقابل تنظيم قطر للمونديال.
ونشرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية مقتطفات من كتاب تعده المحققة الأسترالية بونيتا ميرسياديس، التي شاركت في ملف أستراليا لتنظيم مونديال 2022 أمام قطر وأمريكا.
وكشفت في كتابها الكثير من التفاصيل عن منح قطر حق استضافة المونديال، وذلك خلال مقابلة أجرتها مع جوزيف بلاتر رئيس الفيفا السابق في مطعم بالقرب من مدينة زيورخ السويسرية.
واعترف بلاتر أنه كان يفضل إعطاء الولايات المتحدة حق استضافة كأس العالم في تلك النسخة نظرًا لأن ملفها كان أقوى من قطر بالإضافة لأنها لم تنظم كأس العالم منذ عام 1994 أي ما يقرب من 30 عامًا، ولكنه اتفق مع المسؤولين القطريين حول منحهم تنظيم المونديال مقابل تخلى القطري محمد بن همام عن فكرة الترشح لرئاسة الفيفا في انتخابات 2011.
وقال بلاتر في مقابلته مع بونيتا: “كنت أريد حقًا أن نمنح حق تنظيم البطولة للولايات المتحدة، جميع الأمور كانت مهيأة لاقامة مونديال جيد من حيث الجمهور والرعاة والبث التليفزيوني”.
وأضاف: “لكن بعد أن أخبرني ميشيل بلاتيني بأنه سيدعم قطر برفقة عدد من أعضاء الاتحاد الأوروبي من أجل الفوز بحق التنظيم، لذلك اتصلت بالرئيس الأمريكي وقتها باراك أوباما وشرحت له الموقف”.
وبرر الرئيس السابق للفيفا قرار دول الاتحاد الأوروبي مساندة قطر بقوله: “قبل انعقاد اجتماع اللجنة التنفيذية للفيفا بتسعة أيام التقى بلاتيني الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بتواجد مسؤولين من قطر، بعدها انتقل ممثلو قبرص وبلجيكا وتركيا إلى قطر للاتفاق حول عملية التصويت”.
وتابع: “تقدمت قناة قطرية بعرض وصل لـ100 مليون دولار للفيفا في حالة فوز قطر بتنظيم كأس العالم تحت مسمى مساعدات إنتاجية، وهو ما يحدث عادة حيث يدفع الرعاة الكثير من الأموال كمكافآت”.
وأشار الكتاب الذي تصدره بونيتا ميرسياديس يوم الأربعاء المقبل، أن الأمين العام للفيفا جيروم فالكه اشترط الحصول على نسبة 5% من قيمة الصفقة لإتمامها وهو ما حدث قبل أن يتم إيقافه بسبب قضايا الفساد.
وتطرق صاحب الـ81 عامًا حول بعض التجاوزات لأعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا مثل الألماني فرانز بيكنباور الذي تلقى مبالغ كبيرة لدعم قطر بعد أن تفاوض مستشاروه فيدور رادمان وأندرياس أبولد مع المسؤولين القطريين.
وعلق بلاتر على رغبة بن همام في دخول سباق رئاسة الفيفا بأنه أراد الحصول على هذا المقعد بأي وسيلة أكثر من رغبته في فوز قطر بتنظيم البطولة، كما أن قراره بعدم دخول الانتخابات لم يكن بسبب الفضيحة الأخلاقية التي اتهم بها ولكن كمقابل لحصول قطر على حق تظيم المونديال.
وتعرض بلاتر للايقاف لمدة 8 أعوام عن ممارسة أي نشاط متعلق بكرة القدم من قبل لجنة القيم بالفيفا، قبل أن يتم تقليصها إلى 6 أعوام، إثر تحويل مبلغ مثير للشبهات إلى حساب ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي في ذلك الوقت قدر بـ 2.07 مليون فرنك سويسري.