يخطئ البعض اذا يظن بأن تحصين الشباب من الجنسين لا يكون إلا ضد الاختراقات الفكرية والعقائد الضالة والمآرب السيئة، والتي هي في مجملها مشاريع هدم للشباب ومحيطهم الاجتماعي والجغرافي. نحن بحاجة ماسة لتغيير نوع الخطاب الديني الموجه لهذه الفئة التي تمثل غالبية التركيبة السكانية للشعب اليمني. وزارتي الشباب والرياضة والأوقاف والإرشاد مدعوتان وبقوة لتظافر الجهود فيما بينها لمحاربة كل ما من شأنه تدمير الشباب وتحويلهم لمعالجة هدم الأمة باجمعها. الشباب الصالح أيضا لبس من يتمتع فقط بعقلية سوية -ورغم أنها مطلوبة جدا- إلا أن الاهتمام بسلامة البدن ونظافة الجسد وخلوهما من الأمراض والعاهات أمر مهم نبه إليه ديننا الحنيف..فالمؤمن القوي خير واحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلاهما خير ، كما علمنا حبيبنا ومصطفانا محمد عليه وآله أفضل الصلاة وأكد السلام. ليس بخاف علينا أن ما يحاط ببلدنا من عدوان و حرب وحصار وتدمير أوجد العديد من الأوبئة وساهمت الحالة الاقتصادية -للمجتمع- في نموها وانتشارها . إن محاربة الأوبئة لا تقل عن محاربة الأفكار الهدامة، فكلاهما سلاح مدمر للفرد وماحق للمجتمع وساحق للوطن، ولهذا فإن الاستجابة والمسارعة بتحصين أبنائنا من 6 أشهر وحتى 15 سنة واجب ديني ووطني، ففي التساهل تكثر الأمراض وتصاب أجساد الأمة بالوهن والضعف ويسهل على الاعداء -لا قدر الله- النيل منها. تجاوب خطباء وأئمة المساجد والمرشدين في محافظة البيضاء وسائر مدن اليمن مع هذا الواجب المقدس، وتوعيتهم للأهالي بضرورة تلقيح أبنائهم ضد الأمراض الفتاكة ومنها الحصبة والحصبة الألمانية ، هو دليل وعي وحرص إيماني واتباع للهدي المحمدي والرسالة الربانية التي أوصت بضرورة الاعتناء بجسد المسلم. من خلال مناقشتي مع الشيخ محمد البريهي مدير عام الإرشاد بمحافظة البيضاء ، أدركت حجم الرسالة التي يتحملها الدعاة إلى الله في تحصين الأمة ضد كل ما يسبب لها المرض والوهن والعجز. نتمنى أن يكون لقطاع الشباب في وزارة الرياضة دور مساند مع وزارتي الصحة والأوقاف في إنجاح كل عمليات التلقيح ضد مختلف الأمراض، وهنا انقل دعوة الدكتور فؤاد إدريس -مدير عام الصحة بمحافظة البيضاء- للدور الذي يقوم به الإعلام في توعية الأهالي بأهمية تحصين أبنائهم كون ذلك فيه خير لهم ولوطنهم.