يمر نادي برشلونة بفترة لم يعتاد عليها من قبل في سوق الانتقالات، فمنذ الصيف الماضي فقط خرج من خزينة النادي مبلغ 312.5 مليون يورو من أجل التعاقد مع لاعبين جدد في ظل حاجة الفريق للتدعيم بعدة مراكز.
تولى جوسيب ماريا بارتوميو رئاسة النادي الكتالوني عام 2014 خلفًا لساندرو روسيل، ليقوم بالتعاقد مع 20 لاعبًا بقيمة تخطت حاجز الـ 600 مليون يورو، آخرها صفقتي فيليب كوتينيو وياري مينا في يناير/كانون ثان الجاري.
بدأ الحديث في الفترة الماضية حول تهميش محتمل لأكاديمية لا ماسيا، والتي لطالما أخرجت لاعبين أفذاذ للبلوجرانا على رأسهم ليونيل ميسي وتشافي هرنانديز وأندريس إنيستا وكارليس بويول وسيرجيو بوسكيتس، وذلك بعدما صعّبت التعاقدات الأخيرة في ظهور عناصر جديدة تستكمل أهداف البلوجرانا من إنشاء الأكاديمية.
مواهب واعدة
لم تنضب لا ماسيا من المواهب بعد، سواء المنضمة للأكاديمية منذ الصغر أو حتى التي تعاقد معها برشلونة، ولعل في مقدمتها الفتي الرائع خوسيه أرناييز الذي وضع اسمه في تاريخ برشلونة أسرع مما يظن الكثيرون، بعدما سجل أول 3 أهداف له مع الفريق من أول 3 تصويبات على المرمى، فضلًا عن السرعة والمهارة التي يمتلكها، وقدرته على اللعب بأكثر من مركز في الخط الأمامي.
ولكن صفقة البرازيلي فيليب كوتينيو، ستعقد مشاركة أرناييز (22 عامًا) في المباريات القادمة، خاصة وأن نجم ليفربول السابق ستقتصر مشاركته على المباريات المحلية فقط، كما أنه يلعب في المراكز التي يشغلها أرناييز في الجناحين أو رأس الحربة المتأخر، علاوة على تواجد لاعبين آخرين كجيرارد دولوفيو وعثمان ديمبلي وباكو ألكاسير الذين يتشاركون بعض الدقائق مع الثنائي ميسي وسواريز.
ربما تمكن أرناييز من الحصول على فرصة من فم الأسد للظهور، ولكن حتى الآن ينتظر العديد من مواهب (لا ماسيا) تلك الفرصة لإبهار جماهير الكامب نو مثل كارليس ألينيا وأوريول بوسكيتس، بالإضافة لأبيل رويز قائد منتخب إسبانيا للناشئين، وثاني هدافي كأس العالم الأخيرة بالهند.
سياسة فاشلة
كما هو متبع في أغلب الفرق الأوروبية الكبيرة، حيث تلجأ لخروج لاعبيها الصغار لفرق أخرى لمدة موسم أو أكثر على سبيل الإعارة من أجل اكتساب الخبرة والحصول على دقائق إضافية، لا يزال برشلونة عاجزًا عن الاستفادة من تلك السياسة.
خرج عددٌ لا بأس به من لاعبي (لا ماسيا) في السنوات الماضية على سبيل الإعارة مثل دولوفيو، ساندرو راميريز، كريستيان تيو، وآخرهم موهبتين تنبأ لهما الجميع بمستقبل باهر مثل الإسباني سيرجي سامبر والكرواتي ألين خليلوفيتش المُلقب بميسي كرواتيا، والذي أثار ضجة عند تعاقده مع برشلونة في 2014 قبل أن تتم إعارته لثلاثة فرق، هي سبورتينج خيخون وهامبورج وحاليًا في لاس بالماس، ولكن على ما يبدو أن فرص عودة للظهور بقوة باتت قليلة.
الهروب المبكر
وفي ظل سياسة برشلونة بالسنوات الأخيرة في تهميش الاعتماد على الأكاديمية، وبعد أن كانت (لا ماسيا) مطمح أي لاعب شاب للانضمام لها في الأعوام الماضية، أصبح اللاعبون ينظرون لمستقبلهم بصورة أوسع، حيث رفضت عدد من الأسماء الواعدة تجديد تعاقدهم مع برشلونة بعدما نظروا إلى مصير من سبقوهم، لينضموا لأكاديميات أوروبية أخرى أصبحت تملك مشاريع لتنمية الشباب أفضل من الموجودة في برشلونة.
وسيرًا على خطى هيكتور بيليرين وسيسك فابريجاس اللذين رحلا عن برشلونة في سن صغير، لجأ اثنان من المواهب الكبيرة للا ماسيا للخروج بعيدًا عن الأكاديمية بعدما رفضا التجديد، حيث ماطل الإسباني جوردي مبولا في التجديد ورحل إلى موناكو، والذي رشح لجائزة بوشكاش لأفضل هدف العام الماضي، بالإضافة لإيريك جارسيا الذي فضّل الانتقال لمانشستر سيتي حيث يتواجد بيب جوارديولا.
قد تكون تعاقدات النادي الكتالوني في السنوات الأخيرة عبارة عن طوق نجاة، من أجل عودة الفريق لمنصات التتويج في البطولات الكبرى، ولكن أصبحت تتولد العديد من الشكوك لدى المشجع البرشلوني لانتهاء الأمر بتجاهل أكاديمية النادي، والتي تعد من أهم أسباب بطولات برشلونة طوال عقد من الزمن.